زوران وأعضاء الشرف
يملك المدرب الناجح مفاتيح القوة والضعف في الفريق مهما حاول المسؤول في النادي أن يكون له تأثير وأثر غير أن قوة الشخصية والانضباط مسلمات لا يمكن أن يقوم العمل الفني السليم من دونها. الإداري له دور المشرف على العمل لكن من غير المقبول أن يشارك الجهاز الفني اختصاصه. له الحق في الاطلاع على ما يجري وأوجه النقص التي تنقص كمال المجموعة، كما أنه مخول بتوفير الدعم المادي لجلب القدرات الفنية والكفاءات الإدارية التي يرجى منها أن تسهم في تكوين منظومة عمل تصعد بالفريق للبطولات.
الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر يعشق فريقه حتى الجنون ولا يريد أن يراه ضعيفاً، غير أنه لم يقدر حتى الآن على تكوين منظومة عمل توازي كل الهدر المالي الذي تعانيه خزانة النادي وتحرجه أمام دائرة المقربين منه في النادي وكذلك يواجه الإحراج في محيطه الاجتماعي الكبير. كارينيو قدم له هدية كبرى فالعمل التنظيمي كان من جهده، ولسطوته القوية على أفراد الفريق بات التنظيم والانضباط سلماً صعد به فريق قد لا يتكرر، رحل ولن نعيد القصة التي باتت معروفة ومكشوفة. غير أن زوران وبداياته القوية جعلت جماهير العالمي تتعطش لمثل هذه القوة، والانفلات الذي يعانيه الفريق منذ موسمين وباتت شمس غروبه قريبة. وحين اصطدم المدير الفني الصارم ببعض من لا يريد ذلك وقف الرئيس حائراً بين خطوة للأمام وخطوات قد تهدم البناء من جديد، فأتت مباراة الباطن لتقدم الصورة الواضحة له بأن هذا المسلك وهذا النهج، فلا تتردد في إعطائه كل القوة وبتر كل ضعف قد يعصف بالمكتسبات الحالية، فالمشاكل التي تظهر بين فترة وأخرى سواء كانت مطالبات بحقوق متأخرة مثل ما حدث لإبراهيم غالب أو أحمد الفريدي وغيرهم، أو استعراض قوة من الكابتن حسين عبد الغني الذي من المفترض أن يكون القدوة والموجه للجيل الجديد، لا يوجد لها حل ولا يسمع صوت للحكمة ولا للعمل الإداري في النصر، بوادر تنبئ بوجود استشعار للمسؤولية أو قرار يحسم هذا كله. فلماذا الضعف؟ هل أصاب الرئيس الملل أم تراه وضع الحمل فوق كاهل أعضاء الشرف ويريد منهم وقفة أكثر مما سبق؟ فالبناء الفني من زوران يحتم وجود عمل يتناغم معه ويستوجب تضحية أكبر من الجميع، فأعضاء الشرف من الواجب عليهم سد الثغرة التي لا يستطيع الأمير فيصل بن تركي سدادها متى كانوا صادقين في حبهم وعشقهم لناديهم، والدعم المادي أهم ما يقدمونه الآن. فالصمت عن الملف الساخن ينذر بشر مستطير، والوقوف بجانبه حق استوجبه الحق الأدبي لمن أمضى سنوات في عمل جبار حتى عاد النصر إلى القمة من جديد. وبكل تأكيد إن معه آخرين قد رحل البعض منهم لاختلاف في وجهات النظر، لكن الركون إلى مناقشة المبتعدين وأسباب رحيلهم لا تخدم ولا تقدم علاجاً لمشاكل آنية، فهذا باب لا يغلق في وسط الموسم بل يحتاج إلى تنظيم ومكاشفة ليس هذا وقتها أو أوانها. فهل نرى عملاً شرفياً ووقفةً صادقة توازي ما يقدمه زوران داخل النادي، فهو يمد اليد لنجوم الأولمبي لكي يصعدوا للفريق الأول ويثبتوا أقدامهم بقوة، ويسعى لحل مشاكل المحترفين، ويسعى لحفظ حقوقهم، ويكبح في الوقت نفسه جماح من يريد أن يسيّر المجموعة وفق هواه. فهل يكون لأعضاء الشرف بصمة في قادم الأيام قبل أفول نجمهم بنظام الخصخصة؟