التعدد .. والـ «واتساب»

استغل مجموعة من مأذوني الأنكحة ثورة الـ"واتساب" لتحقيق مزيد من الزبائن عن طريق هذه الوسيلة الحديثة. يتحدث الخبر الذي قرأته أخيرا عن وجود أكثر من 900 اسم من الراغبات في الزواج من خلال الـ"واتساب". الغريب أن هناك كثيرا من التقنيات التي استفاد منها كثيرون ممن لم يكونوا أصلا يتوافقون مع مفاهيم أغلب مستخدميها.
الواضح أن القدرة على الاستفادة من الفرص التي تتيحها التطبيقات الحديثة ليست حكرا على فئة معينة، وهذا يدفع في اتجاه التفكير الجاد في تقبل كل جديد بدل الخوف منه ومحاولة الابتعاد عنه. مثل هذه التطبيقات التي كان يعارضها كثيرون ممن يراقبون الجديد بخوف، تنتشر بيننا من جديد وباستخدامات مختلفة تماما لم يكن يتصورها من شاهدوها في البداية وهنا يمكن أن نفصل في كيفية الانفتاح على البيئة الجديدة واستخدامها لتحقيق الغرض بدل محاولة مقاومتها.
عندما نشاهد كثيرين ممن يحاولون أن ينشروا الرفض لمفاهيم أو منتجات أو استخدامات معينة، يبدأ الواحد في التساؤل: لماذا الرفض أساسا؟ يكون السؤال أكثر أهمية عندما نتحدث عن الفئات ذات الأثر على المجتمع التي قد تعتقد أنها تخسر المنافسة مع سلوكيات أو أساليب فكر معين. إن الخروج عن النمطية يعتبر وسيلة فعالة في تقبل الجديد والتفاعل معه بل استخدامه في تحقيق الغايات المهمة لكل فئات المجتمع. هنا نلاحظ كيف تمكن كثير من الدعاة أن يغيروا الفكر العام والرؤية التي كانت حكرا على رجال الدين وتبعدهم في الوقت نفسه عن الشباب والفئات التي تميل للموضة والتغيير والفكر الجديد.
هذا يجعلنا نطالب دائما بالتعامل بلغة العصر والتعامل مع مفاهيمه والتأقلم مع التغييرات المجتمعية والسلوكية والتقنية. قد لا يكون المثال الذي ذكرت في بداية المقال خير ممثل لما أقول، لكنه من قبيل العمل على الاستفادة من كل ما يتوافر لصاحب الفكرة من وسائل الوصول إلى أهدافه. ما جذبني في الفكرة هو أنها تأتي من قبل من لا نتوقع منهم أن يستفيدوا منها، وأنها تظهر في المجتمع لتعالج قضية مهمة قد يتهرب من علاجها كثيرون من مسؤولي التربية.
يمكن أن ننظر للموضوع من عدة مناظير مختلفة، لكنه في بداياته يتعامل مع الاحتياجات بطريقة حديثة وفعالة وتخاطب الفئات المستهدفة من خلال أقرب الطرق حيث يقضي كثير منا ساعات في تصفح الـ"واتساب" والتفاعل مع جديده.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي