«خشمك يا الذيب» .. السلام بالأنف
الخشم هو الأنف في لهجة كثير من سكان الجزيرة العربية وغيرهم، وهي عربية فصيحة، جاء عند ابن منظور في لسان العرب: "والخَيْشُوم من الأَنف: ما فوق نُخْرَتِهِ من القَصَبة وما تحتها من خَشارِمِ رأْسه... وقيل: الخَيْشُومُ أَقصى الأَنف. والخَشْمُ: كسْر الخَيْشُومِ؛ خَشَمَهُ يَخشِمُهُ خَشْما: كسر خَيشومَهُ. وخَياشِيمُ الجبال: أُنوفها؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمَّة:
من ذِرْوَةِ الصَّمَّان خَيْشُومُ".
والسلام بالأنف عادة معروفة عند كثير من أهل الجزيرة العربية، وقد انتبه لها المستشرق والرحالة الشهير الحاج عبد الله فيلبي عندما زار منطقة فيها قبيلة الصيعر، فشاهدهم يسلمون على بعض بهذه الطريقة عام 1936م، وقال واصفا ذلك: "إن قبيلة الصيعر لا تسلم باليد ولا حتى تقبض اليد باليد عند السلام، وإنما تضع راحة على راحة وتنحني للأمام إلى أن يتلامس طرفا الأنفين، وتكتمل العملية باستنشاق قليل من هواء النَّفَس مثلما يحدث في التقبيل مع الهمس بكلمة خفيفة، ويتكرر ذلك بدقة متناهية مع كل قادم جديد".
وحين يقوم الرجل بعمل جليل، أو يقول كلاما مهما، فإن رفيقه أو جليسه يبدي إعجابه بذلك فيقول: "خشمك يا الذيب"، أي قرّب أنفك كي أقبله تقديرا لفعلك أو كلامك.