إبراهيم هنانو.. القائد الذي هزم فرنسا
"طيارة طارت بالجو..
فيها عسكر.. فيها ضو
فيها إبراهيم هنانو
راكب على حصانو
يا فرنسا
مين قال لك تيجي عالحرب
هذه الأنشودة ترددت عشرات السنين في عدة أنحاء من العالم العربي. تتحدث هذه الأنشودة التي يرددها الأطفال عن فارس راكب على حصانه اسمه إبراهيم هنانو، بطل شعبي وحلم أمة، فمن هو إبراهيم هنانو؟
ولد أبو طارق إبراهيم بن سليمان آغا هنانو عام 1286هــ /1869 في بلدة "كفر حارم" غربي حلب وتعلم في المدرسة الملكية في الأستانة وتنقل في بعض المدن التركية وتعين في عدة وظائف مرموقة، مدير ناحية، فقائم مقام. وعاد إلى بلدته عام 1326هـ، فانتخب عضوا في "المجلس العمومي" في حلب فأقام مدة قصيرة، وحل المجلس فعاد إلى زراعته، ودخل الجيش العربي مدينة حلب فاتحا سنة 1336هــ فعاد إليها وانتخب عضوا في "المؤتمر السوري" في دمشق، وعضوا في "جمعية الفتاة" السرية. واحتل الفرنسيون مدينة أنطاكية فانتدب لتأليف عصابات عربية تشاغلهم، وجعل مقره في حلب وسمي رئيسا لديوان واليها وأخذ يتردد بينها وبين العاصمة دمشق. وفوجئت سورية بنكبة "ميسلون" عام 1338هــ واحتلال الفرنسيين دمشق وحلب وما بينها، فامتنع إبراهيم هنانو في بلاد بيلان شمالي حلب بقوة من المتطوعين الوطنيين. وقاتله الفرنسيون فظفر وألف حكومة وطنية ولقب بـ "المتوكل على الله" وكثرت جموعه واتسع نطاق نفوذه، وخاض 27 معركة لم يصب فيها بهزيمة واستمر عاما كاملا ينفق مما يجبيه عماله في الجهات التي انبسط فيها سلطانه. واطلع على بيان أذاعه الشريف عبد الله بن الحسين في عمان يقول فيه إنه جاء من الحجاز "لتحرير سورية" فكاتبه إبراهيم ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط، فلما كان في شرقي سلمية "على مقربة من حماة" وهو في عدد من فرسانه اعترضته قوة كبيرة من الجيش الفرنسي يعاونها بعض الإسماعيليين من سلمية فقاتلهم ونجا وبعض من كان معه، فبلغ عاصمة الأردن، فلم يجد فيها ما أمل وزار فلسطين، فاعتقله البريطانيون في القدس وسلموه الى الفرنسيين وسيق إلى حلب فحوكم محاكمة شغلت سورية عدة شهور وانتهت باعتبار ثورته "سياسية مشروعة". وانطلق فتحول إلى الميدان السياسي واجتمعت على زعامته سورية كلها، وقادها فأحسن قيادتها وكان منهاجه: "لا اعتراف بالدولة المنتدبة فرنسا، ولا تعاون معها" واستمر إلى أن توفي في حلب 1935.