مآذن المسجد الحرام ..بدأت بالقرن الثاني وبلغت 7 منارات في العاشر
المنارة هي المكان المخصص للأذان ولم تكن تعرف المنائر في صدر الإسلام بل كان يؤذن المؤذن على سطح المسجد أو على بابه ويذكر أن مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل الخليفة معاوية بن أبي سفيان ـــ رضي الله عنهما ـــ أول من عمل المنائر وذلك حينما جدد بناء جامع عمرو بن العاص ـــ رضي الله عنه ـــ في مصر ويذكر أنها تسمى في ذلك الوقت بالغرفة أو المظلة. ولقد عرف المسجد الحرام المنائر في بدايات القرن الهجري الثاني فأخذت تزداد حتى استقرت في القرن العاشر الهجري إلى سبع منارات وبقيت هكذا حتى مطلع القرن الـ 15 الهجري فزيدت منارتين في التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام عام 1409هـ.
منارة باب العمرة: تقع في الركن الغربي الشمالي للمسجد الحرام وهي أول منارة عرفها المسجد الحرام عمرها أبو جعفر المنصور في زيادته للمسجد الحرام عام 137هـ وقد عمرها بعد ذلك وزير صاحب الموصل عام 551 هـ ثم أعيد بناؤها في عهد السلطان سليمان القانوني عام 931 هـ وبنيت بالآجر وجعل له دور واحد في علوها إلا أن بناها جاء وفق أسلوب بناء بلاد الروم بعد أن كانت تشبه لبناء منائر مصر ثم عمرها الشريف سرور وجعل لها دورين في سنة 1201 هـ ويذكر أن رئيس المؤذنين في القرن الثالث للهجرة كان يؤذن عليها في ذلك الوقت فيتبعه سائر المؤذنين.
منارة باب الوداع: وتقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الحرام وتسمى أيضا منارة الحزورة أنشأها محمد المهدي العباسي عام 164 هـ ثم سقطت في زمن الملك الأشرف شعبان عام 771 هـ فوصل المعمرون لعمارتها من مصر وعمرت على دورين وانتهوا من بنائها في المحرم عام 772هـ ويروي لنا النجم بن فهد في إتحاف الورى خبر سقوطها فيقول: "وفي ليلة الأثنين ثاني جمادى الأولى (771هـ) سقطت مئذنة باب الحزورة في ليلة مطيرة وكفى الله شرها فلم تضر أحدا من مجاوريها ولا من المارين تحتها ولا من البيوت التي إلى جانبها بعد أن خلت تلك الدور من ساكنيها خوفا على أنفسهم منها فسبحان الفعال لما يريد فلما بلغ الأشرف شعبان بن حسين صاحب مصر ذلك أمر أمير الحاج المصري علاء الدين علي بن كلبك التركماني شاد الدواوين بمصر أن يعود بالحاج الطواشي سابق الدين مثقال الآنوكي مقدم المماليك وأن يتأخر هو في مكة المشرفة بعد الحاج لعمارة مئذنة باب الحزورة في المسجد الحرام ففرغ من عمارتها في المحرم من السنة التي بعدها (772هـ)". وأشار الفاكهي من مؤرخي القرن الثالث الهجري إلى أن المؤذن يسحر في شهر رمضان من منارة باب الوداع.
منارة باب السلام: تقع في الركن الشمالي الشرقي للمسجد الحرام وتسمى أيضا منارة باب بني شيبة أنشأها المهدي في زيادته للمسجد الحرام سنة 164هـ، وقد عمرت في زمن السلطان الناصر فرج بن الظاهر برقوق وذلك بعد أن سقطت في أواخر شعبان من عام 809هـ، وقد ابتدئ بعمارتها عام 810هـ ولم يكمل بناؤها إلا في آخر ذي القعدة عام 811هـ وبيضها الأمير سودون المحمدي في صفر عام 843هـ، كما أنها أصلحت في عام 908هـ بعد أن وقع درابزين الدور الثاني من المنارة بعد ليلة ماطرة ويذكر الفاسي من مؤرخي القرن التاسع للهجرة أن رئيس المؤذنين في عصره يؤذن من منارة باب السلام ثم يتبعه سائر المؤذنين.
منارة باب علي: تقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد الحرام أنشأها المهدي في زيادته للمسجد الحرام عام 164هـ، وقد هدمت يوم السبت الرابع من شهر ربيع الثاني عام 931 هـ في عهد السلطان سليمان وأعيد بناؤها وقد استغرق وقت بنائها عاما وأربعة أشهر ويقول عن بنائها جارالله بن فهد المعاصر لبنائها "وعمل لها دوران بحجارة صفر منحوتة وطلي رأسها بالرصاص وهلالها بالذهب الخالص ولم يجعل في علوها أخشابا لتعليق حبال القناديل في ليالي شهر رمضان بل قبوا رأسها بالرصاص المعلوم على عادة بلاد إسطنبول من الروم)، هذا وقد أصلح أسفلها الأمير سودون المحمدي قبل ذلك وبالتحديد في ربيع الأول من عام 843هـ.
منارة باب الزيادة: وتقع في شمال المسجد الحرام عند باب الزيادة بناها المعتضد العباسي عام 284هـ، وقد هدمها الأمير سودون المحمدي عام 838هـ وبناها بناء عاليا كما عمرت عام 1113هـ حينما وقع دورها حيث إنها مكونة من دورين.
منارة قايتباي: تقع بين باب النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وباب السلام بناها السلطان قايتباي خلف مدرسته التي بناها عام 884 هـ وتميزت هذه المنارة بقاعدتها المربعة إضافة إلى الخوذة التي تعلوها على شكل القلة.
منارة السلطان سليمان: بناها السلطان سليمان القانوني في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام بين مدارسه الأربعة عام 973هـ.
وبقيت هذه المنائر السبعة حتى عام 1374هـ، حيث استبدلت بسبع منائر جديدة ذات طراز معماري واحد وذلك ضمن أعمال التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام ثم زاد الملك فهد بعد ذلك ضمن التوسعية السعودية الثانية للمسجد الحرام عام 1409هـ منارتين ليصبح عدد منائر المسجد الحرام تسع منائر.