التصدي لتغير المناخ في أشد البلدان فقرا «2 من 2»

على أرض الواقع، تساعد مشاريع المؤسسة الدولية للتنمية الناس على أن يتحلوا بالوعي إزاء المناخ في الزراعة واستغلال الأراضي. ففي بوروندي، يتيح مشروع استعادة الغابات والصمود لمجموعات المزارعين حماية التربة السطحية، وزيادة خصوبتها، والبدء بإنتاج الأطعمة الغنية بالمغذيات على مدار العام. وقد بات المزارعون الآن يستطيعون الحصول على البذور والشتلات لعدد كبير من محاصيل الأغذية والأعلاف، إضافة إلى الأشجار والحشائش المثبتة للتربة لحماية أراضيهم. وفي منطقة أوروميا في إثيوبيا، تساعد مبادرة صندوق الكربون البيولوجي من أجل استدامة مناطق الغابات مزيدا من النساء على تسجيل حيازتهن للأراضي والتحول إلى زراعة البن مع انتهاجهن الممارسات المراعية للمناخ، التي تدعم الإنتاجية.
إن الأدوات المبتكرة ونوافذ التمويل الخاص التي أنشأناها بموجب التجديد الـ18 لموارد المؤسسة، تحفز الأنشطة المناخية التحولية من أجل تعزيز القدرة على المجابهة والنمو المنخفض الكربون. ونستخدم مزيجا من النهج على مستوى المنطقة ومستوى البلد المعني، ولا سيما في إفريقيا التي تضم حاليا أغلب البلدان المتعاملة مع المنظمة الدولية للتنمية. ففي نيجيريا، على سبيل المثال، يقدم برنامج المؤسسة تسهيلات كبيرة لدعم التوجه الشامل لإدارة النحر المائي ومصدات الأمواج. وعلى امتداد غرب إفريقيا، يعبئ برنامج المؤسسة الإقليمي رأس المال الخاص لإقامة مجمعات للطاقة الشمسية، والتجهيز لتوليد الكهرباء منها على نطاق واسع، وتعزيز القدرة الفنية في إطار خطة أعمال المناخ في إفريقيا. ويساعد التجديد الـ18 لموارد المؤسسة على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة في جميع أنحاء البلدان المتعاملة مع المؤسسة لمكافحة تغير المناخ وأيضا لتحسين سبل حصول الفقراء على الطاقة. وفي الفترة من تموز (يوليو) 2017 إلى أيلول (سبتمبر) 2018، ساعدت المؤسسة البلدان المتعاملة على تعبئة التمويل لتوليد ستة جيجاواط إضافية من الطاقة المتجددة، لتتجاوز الهدف المرصود المقدر بخمسة جيجاواط. ومن خلال سياسة قروض التنمية، تساعد المؤسسة الدولية للتنمية بلدانا، مثل رواندا، على دمج توليد الطاقة المتجددة في الاستراتيجيات الوطنية. ومن خلال نافذة القطاع الخاص الجديدة، أنشأت المؤسسة برنامجا للمشاركة في تحمل المخاطر برأسمال 50 مليون دولار للمساعدة على توسيع استخدام الطاقة المتجددة في جميع جزر المحيط الهادئ. ولتعبئة مزيد من رأس المال الخاص للطاقة المتجددة، يساعد التجديد الـ18 لموارد المؤسسة سبعة بلدان إفريقية على إعداد نشرات للاستثمار. وقد استكملت هذه النشرات في الكاميرون وساحل العاج، وما زالت قيد الإعداد في بنين وكينيا ومدغشقر ومالاوي والنيجر وتوجو.
وسيكون دعم المؤسسة مهما لمساعدة البلدان على الوفاء بأهدافها بموجب اتفاق باريس للمناخ، فضلا عن أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمناخ. إننا ندمج الأهداف المناخية في دراساتنا التشخيصية وفي أطر الشراكة مع كل بلد متعامل مع المؤسسة، وذلك كي تأخذ مشاريعنا ومبادراتنا المخاوف المناخية في الحسبان. فالتصدي للمخاطر التي يشكلها تغير المناخ، يمثل أساسا مهما، ونحن نتكاتف لإنهاء الفقر المدقع وتوسيع نطاق الرخاء في البلدان الأشد فقرا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي