محمد بهجة البيطار .. علامة سوري استقطبه المؤسس
منذ أن بدأ الملك عبدالعزيز في مشروعه الكبير في توحيد البلاد، وأخباره تنتشر في الأقطار العربية وفي العالم، وقد هفت نفوس كثير من أهل العلم والفكر والمعرفة إلى لقائه، كما رغب الكثير منهم بالعمل في حكومته. وقد جاء بعضهم للعمل كما استقطب المؤسس من رأى فيهم القدرة والخبرة على خدمة البلاد. وحديث اليوم عن إحدى هذه الشخصيات.
محمد بهجة بن محمد بهاء الدين البيطار، علامة متبحر في العلوم، ومعلم تخرج على يديه العلماء. ولد في دمشق عام 1311هـ، ودرس على علماء بلده، وأبرز شيوخه جده لأمه عبدالرزاق البيطار، وعلامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي، كما درس في بعض المدارس النظامية. عمل في التدريس في دمشق والسعودية وبيروت. وهو عضو مجمع دمشق. توفي عام 1396هـ. وهو حفيد الشيخ عبدالرزاق البيطار صاحب كتاب "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" المطبوع عام 1380هـ.
عمل الشيخ محمد بهجة البيطار في مكة المكرمة مديرا للمعهد العلمي السعودي خمس سنوات منذ عام 1346هـ، ودرس خلالها في المسجد الحرام. ثم عاد مرة أخرى إلى السعودية مديرا لدار التوحيد في الطائف عام 1365هـ، وهو أول مدير للدار، ولأساتذتنا وشيوخنا الذين درسوا في دار التوحيد ذكريات عديدة معه. كان البيطار يرتاد بين حين وآخر مجلس الملك عبدالعزيز، وكان معجبا به أشد الإعجاب، مثله مثل كثير من العلماء والأدباء والمفكرين الذين رأوا في الملك المؤسس أمل العرب والمسلمين.
للشيخ محمد بهجة مؤلفات تدل على غزارة علمه، كما ألف كتابا وصف فيه رحلته إلى الحج عام 1338هـ، سماه "الرحلة الحجــــــازية النجــــدية"، وهـــــو مطبوع.