انتهاك خصوصية البريد الإلكتروني

شهدت انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض مشهدا حضاريا يتنافس فيه المرشحون على عضوية مجلس الإدارة لهذا القطاع المهم. لكن في الأسبوعين الماضيين استقبل بريدي الإلكتروني عديدا من الرسائل الإعلانية لكثير من مرشحي الغرف التجارية القائمة حاليا، وفوجئت بكمية الرسائل وتنوعها للإعلان عن مرشحين مختلفين، ما يعني أن هناك قوائم مشتركة يتم توزيعها أو بيعها على القائمين على الحملات الإعلانية. من حق أي مرشح إعلان ترشيح نفسه وبرنامجه الانتخابي ما دامت بالطرق النظامية لذلك، لكن في الوقت نفسه لا يحق له اختراق الخصوصية عبر إرسال رسائل متكررة ومزعجة على البريد الإلكتروني. في كل الحملات الإعلانية للشركات الضخمة يتم الاستئذان من صاحب البريد الإلكتروني قبل إرسال أي رسائل إعلانية في المستقبل، بخلاف ما يحدث الآن من تبادل عناوين البريد الإلكتروني وإمطارها بعديد من الرسائل للمرشحين دون أخذ الإذن المسبق منهم.
كما لا يخفى على القارئ أن هناك شركات قائمة على جمع المعلومات واستهداف المجتمع بعديد من الإعلانات، مثل برامج التواصل الاجتماعي وغيرها، لكن في الوقت ذاته لا بد أن تكون هناك موافقة من صاحب الحساب على استقبال مثل هذه الرسائل، بل ويتم سؤاله في كل مرة عن مدى رغبته في الاستمرار في استقبالها من عدمه. أتمنى أن يكون هناك تنظيم للإعلانات الإلكترونية للانتخابات المقبلة وذلك لتجنب انتهاك خصوصية المجتمع عبر إرسال هذه الرسائل سواء الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو الاتصالات المباشرة. لا بد من محاسبة من يقوم بشراء أو بيع هذه المعلومات بطرق غير نظامية، كما يجب أن تتم محاسبة كل من يستخدمها.

* استشاري الأمراض الجلدية والتجميل

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي