بسبب كورونا .. تلوث الهواء تحت الإغلاق «2 من 3»
وحول أثر الإغلاق في مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون، فإنه لا تقدم بيانات الأقمار الاصطناعية تقديرات دقيقة للجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في الزمن الحقيقي، ويلزم الحصول على بيانات مستمدة من أنظمة الرصد الأرضية.
في مقاطعة هوبي الصينية، كانت مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في 2020 أقل من مستوياتها في 2019، لكن هكذا كان الحال حتى قبل فرض الإغلاق. علاوة على ذلك تصادف الإغلاق مع فترة تنخفض فيها مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون موسميا. وفي فرنسا، لم يحدث تغيير في مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون بعد فرض الإغلاق. وفي سهل الغانج الهندي كما الحال في مقاطعة هوبي كانت مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في 2020 أقل قبل فرض الإغلاق وبعده على السواء مقارنة بها في 2019، ربما نتيجة البرامج الحكومية لمكافحة تلوث الهواء أو العوامل المتعلقة بالأرصاد الجوية أو التباطؤ الاقتصادي في البلاد. لكن مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون لم تشهد مزيدا من التراجع بعد فرض الإغلاق في سهل الغانج الهندي.
من المفاجئ أنه لم يلاحظ أي فرق في مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في مدن شنغهاي وتيانجين وبكين الصينية نتيجة فرض الإغلاق.
تراجعت مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في دلهي لمدة نحو عشرة أيام بعد الإغلاق المثير للاهتمام أن مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في 2020 كانت أقل منها في 2019. وفي كلكتا، جاء الانخفاض على مدى ثلاثة أسابيع بعد الإغلاق ولم يلاحظ سوى فرق ضئيل بين مستويات 2019 و2020 في مومباي، وكانت مستويات التركيز في مومباي دائما أقل منها في دلهي أو كلكتا.
يعكس تدني الانخفاضات أو انعدامها في تركيزات مستويات الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون حقيقة أن هذه الجسيمات تتميز بهيكل مصادر معقد، ولم تتأثر جميع هذه المصادر بالإغلاق الاقتصادي. ومن أكثر مصادرها شيوعا الانبعاثات من حرق الوقود الأحفوري كالفحم أو النفط والكتلة الإحيائية الصلبة كالخشب أو الفحم النباتي أو مخلفات المحاصيل. ويمكن أن تتولد الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون أيضا من الغبار الذي يذروه الرياح، بما في ذلك الغبار الطبيعي والناتج عن مواقع الإنشاء والطرق والمحطات الصناعية. فضلا عن الانبعاثات المباشرة، يمكن أن تتكون الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون بشكل غير مباشر تعرف باسم الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون الثانوية من التفاعلات الكيميائية التي تشتمل على ملوثات أخرى كالأمونيا المخلوطة بثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النتروجين. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تظل الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون عالقة في الغلاف الجوي لفترات زمنية طويلة وتنتقل لمسافة مئات أو آلاف الكيلومترات. وكانت للإغلاق طائفة من الآثار في مختلف مصادر الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون في مختلف المواقع الجغرافية، الأمر الذي يوضح هذه الاتجاهات المفاجئة.
خلاصة القول، تشتمل جودة الهواء على مكونات كثيرة، والتحسينات لم تكن متسقة كنتيجة للإغلاق الاقتصادي، ولا سيما فيما يتعلق بالمادة الملوثة الأشد ضررا بصحة الإنسان وهي الجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرون.
ما معنى ذلك في هذا الوقت من أزمة فيروس كورونا الصحية؟.
تشكل جائحة فيروس كورونا أزمة صحية خطيرة فجرت أسوأ أزمة اقتصادية في زماننا هذا. لكن هذه ليست هي اللحظة التي يوجه فيها واضعو السياسات تركيزهم بعيدا عن الآثار الصحية لتلوث الهواء. لماذا؟.
أولا: يظل تلوث الهواء يشكل تحديا، والتبعات الصحية لتدني جودة الهواء ما زالت ملموسة في عموم المجتمع.
ولعل الشيء الأكثر أهمية في سياق جائحة فيروس كورونا أن هناك دراسات كثيرة تشير إلى وجود علاقة ارتباط بين تلوث الهواء والعدوى بفيروس كورونا. ويوضح علماء الأوبئة هذه النتائج التجريبية بالتنويه إلى أن تلوث الهواء يمكنه التأثير في جائحة فيروس كورونا بثلاث طرق: زيادة الانتقال، وزيادة القابلية للإصابة، وتفاقم شدة الإصابة. فالاعتقاد السائد أن انتقال الفيروس يحدث عن طريق انتشار القطيرات المحمولة في الهواء من شخص مصاب، خاصة عند عطاسه أو سعاله. وبما أن السعال استجابة شائعة لتلوث الهواء، فالأرجح أن يؤدي تلوث الهواء إلى زيادة انتقال الفيروس. علاوة على ذلك فإن تلوث الهواء يمكنه زيادة القابلية للإصابة. ففي المسالك الهوائية العلوية التي يرجح أن تترسب فيها القطيرات الفيروسية، تحتوي الخلايا المبطنة للمسالك الهوائية على زوائد شعرية تسمى الأهداب. وتعمل هذه الأهداب على تحريك المخاط الذي يحتجز الجسيمات الفيروسية إلى مقدمة الأنف ليتم طرده في مناديل ورقية أو لأسفل الحلق لابتلاعه، وبالتالي يمنع الفيروس من دخول الرئتين. ويؤدي تلوث الهواء إلى تدهور هذه الخلايا حيث لا يعود للأهداب وجود أو تتوقف عن العمل، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. أخيرا، هناك فهم متزايد مفاده أن الأفراد الذين يعانون أمراضا مزمنة موجودة من قبل كالقلب، والسكري، وأمراض الرئة المزمنة غير الربوية، وأمراض الكلى المزمنة يشكلون أغلب من أدخلوا المستشفيات لإصابتهم بفيروس كورونا. ويعد الهواء أحد عوامل المخاطر فيما يخص جميع هذه الأمراض، وبالتالي يسهم في شدة العدوى... يتبع.