5 عوامل تتحكم بالشركات الأمريكية تجدر مراقبتها في 2025
على كبار المديرين ومجالس الإدارة في الشركات الأمريكية البقاء على أهبة الاستعداد مع دخول 2025، إذ يواجهون تقلبات جيوسياسية، وحالة من عدم اليقين تحيط بولاية دونالد ترمب الثانية، إضافة إلى تزايد الانقسام في البلد، وفقدان الثقة العامة في الشركات الكبرى.
تثار تساؤلات جوهرية حول دور أكبر الشركات في البلاد خلال هذه الفترة المضطربة، وهوية الشخص الأنسب لقيادتها لتجاوز هذا التحدي. هذه الأسئلة المتداخلة ستشكل أهم قصص عالم الأعمال في العام الجديد، وفي ما يلي ما ستتم متابعته عن كثب:
خلال ولاية ترمب الأولى، كان الرؤساء التنفيذيون على استعداد للقيام بدور موازٍ أخلاقي، حيث عبّروا عن رفضهم للإجراءات التي كانت تتعارض مع قيمهم المعلنة، مثل حظر السفر على الدول ذات الأغلبية المسلمة وأحداث الشغب في السادس من يناير.
قد تكون الأمور مختلفة تماماً خلال ولايته الثانية، إذ لم يتحدث معظم الرؤساء التنفيذيين خلال فترة الحملات الانتخابية، بينما سار البعض وراء الكواليس لكسب ود ترمب، وسارعوا إلى تهنئته علناً بعد فوزه. الآن، تتجه شركات مثل "ميتا" و"أمازون" لدعمه بشكل أكبر من خلال التبرع لصندوق تنصيبه.
لكنني أشك في أن يستمر تبادل المجاملات بين ترمب والشركات الكبرى طيلة 4 سنوات. السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الحدود التي ستضعها هذه الشركات؟ وكيف ستتصرف إذا تجاوز ترمب تلك الحدود؟
تراجع مبادرات التنوع والمساواة والشمول
تواصل الشركات الكبرى في الولايات المتحدة التراجع عن جهودها في دعم التنوع والمساواة والشمول، متأثرةً بنشاط اليميني روبي ستاربك، الذي حقق أخيراً أكبر انتصاراته مع شركة "وولمارت".
ومع الإدارة الجديدة بقيادة ترمب المستعدة لاستهداف ومعاقبة الشركات التي تعتبرها "متحررة"، نتوقع أن نشهد مزيدا من الشركات التي تتخلى علناً عن وعودها في التنوع والمساواة والشمول.
هناك أدلة على أن بعض أصحاب العمل لا يزالون يستثمرون في جهود التنوع والمساواة والشمول، لكن بشكل سري وبدون استخدام هذا المصطلح الذي أصبح محرماً الآن.
إلا أن عدم الدفاع علناً عن أهمية التنوع ستترتب عليه عواقب حقيقية. لقد شاهدنا بالفعل تباطؤاً في التقدم الذي تحققه النساء في مجال الأعمال. من المتوقع الآن أن يستغرق وصول النساء إلى مناصب متساوية في الإدارات العليا 5 سنوات إضافية عما كان مقدراً سابقاً، كما يقل عدد الأدوار القيادية التي تشغلها النساء والمديرون من ذوي البشرة الداكنة، ومن المحتمل أن نشهد تراجعاً إضافياً للمجموعات غير الممثلة بشكل كافٍ في العام الجديد.
أزمة الثقة
بعد قتل الرئيس التنفيذي لشركة UnitedHealthcare، بريان تومسون، في أوائل ديسمبر، فوجئت الإدارات التنفيذية في جميع أنحاء البلاد بالغضب الذي وُجّه نحو الشركة بدلاً من توجيهه إلى القاتل.
في جوهر هذا الغضب يكمن تآكل الثقة المستمر في الشركات الكبرى. هل سيستمر هذا الانهيار في 2025؟ أم ستعمل الشركات والمديرون التنفيذيون على استعادة الثقة، بدلاً من التركيز فقط على تعزيز أمنهم الشخصي؟
الإدارة في عصر الاستعجال
كان 2024 صعباً للمديرين التنفيذيين، حيث واجه عدد غير مسبوق منهم ضغوطاً للاستقالة، وفقاً لـ"بلومبرغ نيوز".
السبب في ذلك هو مفهوم "الاستعجال" الذي يحظى بشعبية كبيرة في "وول ستريت". المستثمرون باتوا أقل صبراً، والمجالس الإدارية تمنح رؤساءها التنفيذيين وقتاً أقل لتحقيق الأهداف أو لتحسين أداء الشركة إذا لزم الأمر.
الآن، يُتوقع من الرؤساء التنفيذيين الجدد أن يبدؤوا العمل بسرعة، ما يجعل فترات الاستماع التي كانت تمتد لـ90 يوماً ممارسة قديمة.
على الرغم من التغيير المستمر في المناصب، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول أفضل نموذج لاختيار الرؤساء التنفيذيين في هذا العصر.
في 2024، رأينا شركات كبيرة تختار قادة من الداخل (مثل "سي في إس هيلث")، وقادة من الخارج (مثل "ستاربكس" و"بوينج")، وأيضاً قادة يعودون إلى مناصبهم السابقة (مثل "نايكي").
ومع أن دور الرئيس التنفيذي لن يصبح أسهل أو أقل تعقيداً في 2025، فإن المجالس الإدارية ستستمر في البحث عن كيفية تحديد المدة الزمنية التي يجب أن تُمنح للقادة لتنفيذ إستراتيجياتهم، ومن هو الأنسب لخلافتهم عندما ينسحبون.
"ديزني" و"ستاربكس"
كانت هاتان الشركتان بمنزلة مقياس لبعض من أبرز القصص المؤثرة في عالم الشركات لعام 2024، مثل خلافة الرؤساء التنفيذيين وتعويضاتهم، وتنظيم العمال، وحوكمة الشركات، والعودة للعمل من المكتب، وردود الفعل على مبادرات التنوع والشمول والمسؤولية الاجتماعية.
الفصول المقبلة ستتكشف في 2025: هل ستتمكن شركة "والت ديزني" من العثور على بديل كفء لخلافة الرئيس التنفيذي المخضرم بوب إيجر في واحدة من أكثر قصص الخلافة متابعة في عالم الأعمال؟ وهل سيتمكن الرئيس الجديد لشركة "ستاربكس"، براين نيكول، من إعادة إحياء عملاق القهوة وإثبات أن راتبه الكبير مستحق؟
بينما تتوالى هذه القصص، من المحتمل أن تظهر شركة أخرى أو عدة شركات لتكون القصة الكبرى والمثيرة في عالم الأعمال خلال العام الجديد. إذا كان عليّ أن أخمن، فسأراهن على "إنتل" ومستقبلها المهتز، و"بوينج" وأزمتها المستمرة، وكذلك شركات الرعاية الصحية التي تواجه تدقيقاً متزايداً. لكنني أود سماع رأيك، هل لديك أي تخمينات؟