كيف نكسب الحرب على وباء كوفيد - 19 «2 من 2»

لقد كتبت أنا وإيثان إيلزيتسكي وكارمن رينهارت، أخيرا، مقالا لمعهد بروكينجز حول الاستقرار المفاجئ لأسعار الصرف الأساسية خلال أزمة وباء كوفيد - 19. كما أظهرنا نحن وعديد من الكُتاب الآخرين، أن مكانة الدولار في التمويل العالمي قوية كما كانت دائما.
مع ذلك، أبدى عديد من الدول، بما في ذلك حلفاؤنا الأوروبيون، استياءهم الشديد وعدم ثقتهم بالسيطرة التي تمنحها هذه القوة للسلطات الأمريكية بشأن تدفق المعلومات حول المدفوعات والمعاملات العالمية. من وجهة نظرهم، فإن تطوير آليات جديدة للمدفوعات الرقمية يمكن أن يمكنهم يوما ما من تجنب هذا الأمر.
في مقال قمت بنشره على موقع تويتر في 2017، استخدم جون لانشيستر، إيضاحات من كتاب "لعنة النقود الورقية" للمساعدة على شرح عملية إلغاء تداول العملات الورقية في الهند في 2016 التي أثارت كثيرا من الجدل. على الرغم من الفوضى الأولية، اقترح لانشيستر أن التجربة يمكن أن تؤدي إلى "نتيجة تبدو وكأنها تستحق العناء".
ويقترح كتابي في 2016 أنه، بشكل عام، يجب أن تكون الاقتصادات المتقدمة أول من ينتقل إلى "مجتمع أقل استخداما للنقد"، لأنها حققت مستويات أعلى من الإدماج المالي وتتمتع بأنظمة مدفوعات رقمية أقوى من أنظمة الاقتصادات الناشئة مثل الهند. كما أحذر بشدة من إحداث تغييرات مفاجئة، مثل تلك التي سعت الهند لتنفيذها. مع ذلك، فإن الهند تستحق التقدير لتطويرها نظاما استثنائيا لتحديد الهوية البيومترية يشمل الآن معظم سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ما يتيح توفير حسابات خصم أساسية مجانية لمئات الملايين من الناس.
في أثناء الحديث عن موضوع التحول إلى مجتمع أقل استخداما للنقد، تجدر الإشارة إلى أنه في معظم الاقتصادات المتقدمة، عرف الطلب على العملة ارتفاعا ملحوظا خلال الوباء (خاصة بالنسبة للفواتير ذات القيمة الكبيرة). يبدو أن ذلك كان في الغالب بغرض تكديس الأموال، حيث أدى الوباء إلى تسريع حصة النقد في قيمة المدفوعات. يتعين على أولئك الذين يرون أن انفجار فقاعة العملة يعد ميزة بالنسبة للحكومات المتعطشة للسيولة النقدية أن يتذكروا أن القدرة على استخدام التمويل النقدي لا قيمة لها في بيئة تكون فيها أسعار الفائدة على اقتراض الخزانة صفرية أو سلبية بالفعل. إضافة إلى ذلك، ليس هناك شك في أن العملات الورقية تسهل التهرب الضريبي.
لقد قمت بتسليط الضوء تاريخيا على مخاطر الديون الحكومية المفرطة، فقد أكدت أيضا أن أزمة وباء كوفيد - 19، مثل الحرب، تتطلب من الحكومات الإنفاق بلا حدود. يكون الأمر واضحا عموما عندما "ينتصر المرء في الحرب"، لكن نهاية هذه الأزمة غير واضحة على نحو مماثل، والقدرة على الاقتراض بقوة لمكافحة الركود والحروب والأوبئة أمر جيد بطبيعة الحال، وهو إجراء يستحق العناء عموما. لكن في الأوقات العادية، لا تعد الديون الحكومية بمنزلة وجبة غداء مجانية، وأشار القسم الأكبر من الأبحاث الأكاديمية الحديثة إلى وجود صلة بين الديون الحكومية المرتفعة للغاية ونمو الاتجاه المنخفض.
ولا يوفر عملي مع رينهارت في مجال الديون (الذي تم دعمه وتبسيطه الآن في عديد من الدراسات العلمية) حدا واضحا تصبح على أثره الديون الحكومية "مفرطة". تختلف المخاطر وفقا لظروف كل دولة. وكما لاحظنا، فإن الزيادة في الدين من 89 في المائة إلى 90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لم تعد تشير إلى حدوث انخفاض حاد فوري في النمو طويل الأجل مثلما تمثل الزيادة في مستويات الكوليسترول من 199 إلى 200 بداية وشيكة لمرض القلب.
قد يجادل البعض بأن المخاطر المرتبطة بالديون الحكومية لم تعد ذات صلة، لأن الاقتصادات المتقدمة يمكنها الاقتراض بأسعار فائدة أقل من معدلات نموها، لكن هذا ليس أمرا جديدا. على مدى القرنين الماضيين، كانت معدلات الاقتراض الحكومي غالبا أقل من معدلات النمو، ولم يسهم ذلك في تجنب المشكلات.
هناك كثير من الأبحاث المهمة والمثيرة للاهتمام في علم الاقتصاد اليوم، وأنا أستشهد بعدد كبير من الكُتاب في عملي. أجد صعوبة في تحديد كاتب معين. أنا بالتأكيد متأثر بشكل كبير بمدير أطروحتي، الراحل رودي دورنبوش، الذي أستشهد به على نطاق واسع - وعديد من الكتاب الآخرين. وربما سأحتاج إلى كتابة كتاب كامل للإجابة عن هذا السؤال بشكل واف. لا شك أن باحثا أكثر خبرة كان ليفعل ذلك بالفعل. كاستعارة مجازية للأزمات الاقتصادية، من اللافت للنظر أن الوضع الذي يبدو هادئا ويمكن التنبؤ به في لعبة الشطرنج قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تغيير غير متوقع. إن أولئك الذين يعتقدون أن التقدم التكنولوجي في طريقه إلى التلاشي يجب أن ينظروا إلى التطورات المذهلة على مدى الـ30 عاما الماضية في لعبة الشطرنج - وهي لعبة غالبا ما تم اعتبارها على مر القرون أنها شبه "محلولة" وبالتالي لا حياة لها.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2020.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي