وزير الصناعة من قلب صناعة الذهب .. خطوات سعودية جادة للاستثمار في ثروات الأجيال

وزير الصناعة من قلب صناعة الذهب .. خطوات سعودية جادة للاستثمار في ثروات الأجيال
وزير الصناعة خلال تفقده منجم مهد الذهب في منطقة المدينة المنورة.

تنتقل المملكة بخطوات جادة وسرعة أكبر إلى استثمار التعدين كمكتنزات لثروات الأجيال، وقطاع واعد يوفر آلاف الفرص الوظيفية، في حين تسجل استجابة المستثمر الأجنبي والمحلي إشارات بارتفاع مقاييس الثقة ورغبة المشاركة من خلال استثمار رؤوس أموال نقدية، أو معرفية، أو بشرية.
وتشتهر مشاريع التعدين بقوة استدامتها، وإمكانية إيجاد اعتمادية كبرى عليها من أسواق دولية، لذلك كان وقوف بندر بن إبراهيم الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، على سير وخطط العمل في أكبر وأقدم مصنع للذهب في المملكة التابع لشركة التعدين العربية السعودية "معادن" في محافظة مهد الذهب، يشير إلى أن الإرادة الاستثمارية التعدينية في السعودية ستبني مستقبلا جديدا للتعدين.
وسجلت زيارة وزير الصناعة والثروة المعدنية، خلال جولته في منطقة المدينة المنورة لمنجم مهد الذهب، قيمة لافتة لاكتناز المكان بخامات عديدة، منها الرصاص والزنك والنحاس والفضة والذهب، وكون الذهب أغلاها قيمة اشتهرت المنطقة بهذا الاسم، إذ يعمل في المنجم 262 موظفا، 63 في المائة منهم سعوديون، بينما تم استخرج المواد الخام بين عامي 1988 حتى العام الماضي، 5989 مليون طن، إضافة إلى أن إنتاج الذهب الصافي بكمية تعادل 2.5 مليون أوقية، و9.8 مليون أوقية من الفضة.
وتختصر الجدران الصخرية لمنجم مهد الذهب، ملامح الحقب الزمنية التي تشير إلى رمزية هذا المكان وأهميته في جغرافية المملكة، واطلع الوزير على أبرز ما يحويه الموقع، من غرف الصهر والمتحف الموجود في المنجم القديم، كما استمع إلى عرض تقديمي عن مكانة الذهب، ولا سيما في مزيج أعمال معادن، حيث يعد أكثر خطوط إنتاجها شعبية، وكذلك وقف على سير العمل في المنجم واستعراض خططه التوسعية، وآليات العمل فيه، كما التقى عددا من العاملين فيه.
وكان الوزير قال في مناسبات مختلفة إن حكومة المملكة تضع الاستثمار في التعدين على رأس قائمة الوعود الاقتصادية للأجيال، حيث إنها تمثل أحد أهم القطاعات المستهدفة في رؤية المملكة 2030. وفي خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف، أطلقت الوزارة مشروع البرنامج العام للمسح الجيولوجي في المملكة، بقيمة ملياري ريال، ويهدف إلى مسح وإنتاج خرائط لنحو 600 ألف كيلومتر مربع من منطقة الدرع العربية الغنية بالمعادن غرب المملكة، وذلك لدراسة وتحديد وجود وتوزيع الثروات المعدنية في تلك المنطقة، وبناء قاعدة بيانات شاملة للمعلومات الجيولوجية، تكون مرجعا للمستثمرين وللمشتغلين في قطاع التعدين في الوقت الحاضر، وفي المستقبل.
ومع تطورات فيروس كورونا، الذي أثقل كاهل اقتصادات العالم، بدا صامتا المال "الذهب والفضة"، الملاذين الآمنين للحكومات والمستثمرين لمواجهة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في ظل الإغلاق الكلي وما صاحبه من إقفال للأسواق، فيما بات يعرف عام 2020 الماضي بـ"عام الذهب"، ومن هنا تنبع أهمية زيارة وزير الصناعة لأعرق مصنع للذهب في المملكة خلال هذا التوقيت المهم، للاستفادة من المعدن المرتبط عمره بعمر الأرض.

الأكثر قراءة