العالم لقطة صغيرة
بوست صغير واحد في "إنستجرام" كفيل بأن يؤثر في أسواق النفط والاقتصاد العالمي، وباستطاعة ثوان معدودة في "يوتيوب" نقل إنسان من حياة الفقر المدقع للثراء والنعيم، وهذه ليست من حكايات ألف ليلة وليلة بل تابع معي لتعرف القصة.
الشابة جوليان وضعت في حسابها في "إنستجرام" لقطة للناقلة الجانحة "إيفر جيفن" في القصة المشهورة وتلقفتها وكالات الأنباء كسبق صحافي وانعكس على أسعار أسواق النفط، خوفا من انقطاع الإمدادات، وبعد مدة نشرت صورة للناقلة وقد تزحزحت قليلا وسارعت وسائل الإعلام إلى تحليل الأزمة بقرب انتهائها، ما سبب تراجعا حادا لأسعار النفط حينها وصار حسابها المغمور مصدرا لوكالات الأنباء. ومن السويس إلى الهند، حيث فتحت كاميرا الجوال أبواب النعيم للمتشردة رانو موندال فانتقلت من الغناء في الشوارع إلى المسارح العالمية بعد أن وثق شاب صوتها الشجي وحصد معه ملايين المشاهدات ونالت شهرة واسعة وسارع المشاهير والفنانون في بوليوود للغناء معها.
لا يستطيع أحد التحكم في وسائل الاتصال والواقع يؤكد الحاجة إلى التعاطي مع الوضع على أساسين: الأول بالتنبؤ لأي طارئ والآخر بالتعايش معه، وأصبحت الحاجة ماسة إلى التعامل مع الوضعين في المستوى السلبي واستثمارها في المستوى الإيجابي، ولا سيما بعد تطور تقنيات التصوير ومنصات بثها وإلا فقد شهدت القناة في أعوام سابقة عدة حوادث جنوح مماثلة أوقفت الشحن لعدة أيام لكن لم تتأثر أسعار النفط هكذا.
في النهاية لا وجود لقرية صغيرة كما كنا نعتقد سابقا، الأمر أصغر بكثير فنحن وسط لقطة صغيرة إما علو للسمعة وإما هبوطها للقاع.