محتوى سريع العطب

يكتب الناطقون بالعربية نحو 1 في المائة من المحتوى الرقمي العالمي، وعلاوة على ضآلة النسبة فهي أيضا غير فاعلة ولا يعول عليها من الناحية العلمية والثقافية وتتركز في بيئات غير ثابتة مثل فيسبوك وياهو ويكيبيديا وتويتر وواتساب وغيرها من المنصات الاجتماعية بحسب الموقع الإحصائي w3techs.
وإن كانت النسبة مختلف فيها إلا أنها تبقى في الحد الأدنى من المحتوى العالمي الرقمي، وهذا مثير للتساؤل مع وجود أرضيات متينة للإنتاج والنشر وتمكن المجتمعات العربية من بلوغ الشبكات الاجتماعية بشكل كبير، والإحصائيات تؤكد قدرة الأسواق العربية من التأثير وبلوغها نسب قياسية في إنتاج المحتوى، لكن من المتوجب معرفة أنه محتوى وقتي وصلاحيته محدودة وبالتالي ثمة هدر للطاقات على حساب إنتاج علمي ذي قيمة حقيقة باقية.
إن مبادرات إثراء المحتوى العربي باتت ضرورة حتمية تهدف إلى تنمية الموارد العربية في العالم الرقمي للأجيال عبر التعليم والتدريب وتأسيسه على نحو مستدام، تبدأ بالاهتمام بالقراءة بوصفها أهم عناصر صناعة المحتوى ويتأتى بالذخيرة اللغوية واكتناز المفردات في مختلف المعارف والعناية بالنشر والإثراء المعرفي، وإغناء المجتمع بمختلف القضايا والتخصصات.
الإثراء الرقمي العربي إحدى قضايانا المهمة ومن حسن الحظ أنها ضمن مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030 بوصفها قائدة العالمين العربي والإسلامي، إذ أدرك القائمون عليها أن الهوية الرقمية تعكس السيادة الرقمية وهي لا تقل أهمية عن السيادة على أرض الواقع ورؤية المملكة تضعنا في هذا المسار، لذا من الأهمية النظر إلى صناعة المحتوى اليوم بوصفها مهنة تستحق مزيدا من الاهتمام والتركيز ليكون هدفا مستداما وليس محتوى سريع العطب ينتهي بمجرد مرور 24 ساعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي