ضيافة جدة للسياحة العالمية
الاجتماع الفريد الذي عقدته منظمة السياحة العالمية لمجلسها التنفيذي في المملكة الأسبوع الماضي بمشاركة قادة السياحة من مختلف الدول، حدث مهم يؤكد دور المملكة الريادي في رسم مسار مستقبل السياحة وابتكار الحلول لمواجهة التحديات التي واجهتها الصناعة نتيجة تداعيات الجائحة والتحديات الأخرى.
هذا الحدث العالمي الذي شهدته جدة لم يأت من فراغ. إذ تعززت كفاءة المملكة عالميا منذ وقت مبكر. وخلال استضافتها لاجتماعات مجموعة العشرين في 2020 تم تقديم مبادرات وضعت أسس تعافي السياحة وتحقيق التنمية المستدامة واستعادة الوظائف التي فقدها القطاع عالميا، إثر توقف السفر والسياحة على مستوى العالم. كانت اجتماعات مجموعة العشرين تتم ذلك الحين في ظل ظروف صعبة، إذ كادت الجائحة أن تؤثر في تلك الاجتماعات الدولية لولا الحلول الإبداعية التي عززتها البنية التقنية المتميزة في المملكة التي جعلتها تحتل المرتبة الثانية بين دول المجموعة في هذا الجانب.
هذه الإمكانات جعلت من اليسير انتظام الاجتماعات عن بعد. وجاءت النتائج في المسار السياحي لتحاكي التطلعات. وكان اجتماع مجموعة السياحة في السادس من نيسان (أبريل) 2020 نقطة انطلاق المبادرات الإبداعية في هذا المجال ليتبعه الاجتماع الاستثنائي لوزراء السياحة في 24 نيسان (أبريل) ثم كان هناك اجتماع آخر في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) تبلورت خلاله الجهود التي بذلتها المملكة عبر مبادرات تعزيز المرونة في مجال السياحة، وهذا ما أكده آنذاك بيان الدرعية الوزاري.
لقد أظهرت المملكة دوما التزاما كبيرا فيما يخص التنمية المستدامة. وهذا لم يكن مجرد شعار، لكنه نهج تم تطبيقه في المشاريع السياحية الضخمة التي يتم إنشاؤها حاليا. وكانت فرصة سانحة خلال هذا التجمع العالمي إطلاق وزير السياحة أضخم برنامج لتأهيل 100 ألف من أبناء وبنات المملكة في الداخل والخارج للعمل في قطاع السياحة، وهذه سأتناولها في مقالة لاحقة. كما أعلن الوزير لوسائل الإعلام قرب إتاحة التأشيرة السياحية للمقيمين في دول مجلس التعاون.