الذكاء العاطفي
خلق الله الإنسان وركب فيه مجموعة من الخصائص، هذه الخصائص في الأغلب ما تكون وراثية مكتسبة، لكن ثبت بالاستقراء أن الإنسان يمكن أن يطور نفسه ويمتلك خصائص لم تكن لديه من قبل ويتم ذلك بمعرفة الخصائص المطلوبة، ومن ثم السعي بالتدريب والممارسة إلى اكتسابها. من يمتلك القدرة على فهم الغير واحتوائه عند وقوعه في مشكلة سواء أكانت عاطفية أو اجتماعية أو غيرها ويمتلك القدرة على إدارة عواطفه ومشاعره، يقال عنه إنه يمتلك ذكاء عاطفيا وبالتالي يوصف بأنه إنسان ناجح. إذ إن التمازج بين القوة العقلية والقوة العاطفية يعد محورا أساسيا في تحقيق النجاح..
تكمن أهمية الذكاء العاطفي Emotional Intelligence للإنسان في مجالات عدة يأتي في مقدمتها قدرة من يملك هذا الذكاء على تجنب الأمور التي تؤثر في صحته، فيحرص مثلا على تجنب التوتر والانفعال اللذين يقودان إلى إضعاف جهاز المناعة وإلى مشكلات في القلب ومخاطر صحية أخرى.
يلعب الذكاء العاطفي المرتفع دورا مهما في القدرة على تحفيز وقيادة الآخرين في مجالات العمل المختلفة وفي بناء علاقات متميزة مع الآخرين وفي التكيف مع متطلبات البيئة المحيطة والتعامل مع ضغوطها، بل إنه يمنح صاحبه التفوق في الحياة الأكاديمية والمهنية، إذ يساعد على تجاوز أي عقبات تطرأ على الإنسان في مجال الدراسة أو العمل. يشير خبراء التربية وعلماء النفس إلى أن هناك علامات تدل على أن صاحبها يملك الذكاء العاطفي المرتفع ومن أهمها النزاهة فصاحبه متمسك بقيمه ومبادئه مهما كانت الظروف.
وكذلك التواضع فتجده يتقبل النقد البناء بكل رحابة صدر، كما أن صاحبه يمتلك خصلة التروي سواء في أقواله أو أفعاله، بجانب تطوير ذاته باستمرار فهو يقيم أداءه كل فترة ويتحمل مسؤولية أخطائه ويسعى إلى تحقيق أهدافه، ثم إن صاحب الذكاء العاطفي المرتفع يمتلك خصلة الانتباه والتركيز فهو يحرص على التواصل البصري مع الآخرين، ويحسن الاستماع لمن يتحدث إليه ويوليه الاهتمام والاحترام.
وبالتالي فإن من أراد أن يمتلك هذه الخصلة الحميدة فعليه معرفة هذه الخصائص ومحاولة اكتسابها. توصلت الدراسات العلمية إلى أن الذكاء العاطفي لا يؤثر إيجابا في الأفراد فحسب، بل حتى في كفاءة المؤسسات والمنظمات، فهو يحقق نمطا مستقرا من العلاقات العامة الإيجابية بين الأفراد والموظفين ويحسن الإنتاج ويوفر الجو الملائم لمزيد من التطور والنمو.