جودة مياه الشرب
الماء هو أساس الحياة وهو عصب الوجود لكل المخلوقات، بدونه لن يوجد للحياة أثر، "وجعلنا من الماء كل شيء حي". وعلى الرغم من أن المياه تشكل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية إلا أن نسبة الماء الصالح للشرب قليلة جدا. الماء لا يدعم الوظائف الفيزيائية الأساسية فحسب، بل إنه يوفر أيضا العناصر الغذائية الحيوية التي لا ينتجها الجسم من تلقاء نفسه. الماء هو المكون الرئيس لجسم الإنسان فهو يشكل ما نسبته 50 ـ 70 في المائة من وزن الجسم، والجسم يحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة. الماء يحافظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية ويخلص الجسم من النفايات عن طريق الإخراج والتعرق كما يحمي الأنسجة الحساسة ويلين المفاصل إلى غير ذلك. نقصه يؤدي إلى الجفاف وحينها يعجز الجسم عن القيام بوظائفه الطبيعية ويبدأ التعب والانهيار.
يتوافر عادة لمياه الشرب مصدران رئيسان الأول هو مياه الشبكة العامة التي تصل إلى المنازل وتشرف عليها الجهات الحكومية ذات العلاقة، والثاني هو ما يعرف بالمياه المعدنية التي يكون مصدرها الآبار والخزانات الجوفية وتعبأ في قوارير بلاستيكية أو زجاجية.
يتساءل كثيرون عن أيهما أولى بالاستخدام مياه الشبكة أم المياه المعدنية؟ فحسب ما تشير إليه تقارير الهيئة السعودية للغذاء والدواء SFDA، فإنه لا يوجد فرق كبير بين النوعين وأن أهم الفروقات تتركز في مستوى الأملاح الصلبة الذائبة، إذ تراوح نسبتها في مياه الشبكة من 100 ـ ألف مليجرام/ لتر على حين تراوح في مياه الشرب المعبأة من 100 ـ 500 مليجرام /لتر.. وهي تتكون عادة من عدة أملاح مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم وغيرها وتعرف بالـTotal Dissolved Solids ويرمز لها بالأحرف TDS.
وجود الصوديوم في مياه الشرب المعبأة لا يشكل أي قلق صحي للمستهلك الذي لا يعاني أي مشكلات صحية، إلا أن السلطات الصحية تؤكد أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ضمن مصادر الصوديوم من يستخدم مياه الشرب المعبأة التي تتجاوز 20 مليجراما /لتر للحالات المرضية التي تستلزم اتباع نظام غذائي قليل الصوديوم. أما الرقم الهيدروجيني pH في مياه الشرب المعبأة الذي يوضح درجة قياس حموضة أو قاعدية المياه، فإن هيئة الغذاء والدواء السعودية حددت النسبة المسموح بها لتكون بين 6.5 و8.5 علما أنه لا يوجد ارتباط بين ارتفاع أو انخفاض الرقم الهيدروجيني ضمن الحدود المعتمدة بأي فوائد صحية.