أهمية التواصل
الإنسان بطبيعته البشرية التي خلقه الله عليها يحب الأنس والتواصل مع الآخرين والعيش وسط الناس وبين ظهرانيهم، وخلق الله البشر وأكد أهمية التعارف بينهم "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم..الآية). والشرع ينهى عن الوحدة سواء في السفر أو الحضر ويحض على مخالطة الناس ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال، "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
بدون التواصل لا تستقيم الحياة فكل إنسان محتاج إلى الآخر ولا بد أن يتواصل معه سواء على نطاق الأسرة الصغيرة أو مع الوالدين والأقارب والأصدقاء والجيران وعامة الناس، ويأنف من الوحدة "عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى - وصوت إنسان فكدت أطير". من الملاحظ أن هناك تفاوتا كبيرا في قدرات الناس على التواصل سواء التواصل اللفظي أو الجسدي، ويقصد بالتواصل اللفظي الاتصال مع الآخرين عن طريق الكلام، أما الاتصال غير اللفظي أو الجسدي فيكون من خلال الحركات أي دون نطق أي كلمة مثل التواصل بالنظر، أو حركات اليدين، أو تعبيرات الوجه والجسم، أو الإيماءات وغيرها.
هناك صفات يلزم توافرها في الإنسان ليتمكن من التواصل مع الآخرين وهو الأمر الذي يسعده شخصيا ويسعد من يتعامل معهم ويحقق أجواء النجاح في العلاقات الأسرية وفي علاقات العمل والحياة عموما. وأولى هذه الصفات أن يتحلى بالصدق والأمانة عند تعامله مع الناس فيكون صادقا معهم أمينا في حديثه وتعاملاته. وأن يكون عادلا فلا يرى أن الحق له وأن الحق معه دائما ويسلب ذلك من الآخرين عند تواصله معهم، ويكون رحيما بالآخرين يحب لهم ما يحب لنفسه بشوشا لطيف المعشر لين الجانب سهل العريكة. حين يتحدث مع الآخرين يوليهم الاهتمام وينظر إليهم ويحسن الإنصات لما يقولونه. مهارات الاتصال تعد مطلبا أساسيا في قطاع الأعمال يتم تدريب الموظفين على اكتسابها لما لها من انعكاس مباشر على نجاح المؤسسة أو الشركة أو القطاع. ويرى علماء النفس أن من يفتقد القدرة على التواصل لسبب أو آخر، فإن ذلك مما ينتهي به إلى مشكلات نفسية تشمل الأرق والاكتئاب وغيرها، فالتواصل مع الآخرين ليس ترفا وإنما حاجة ضرورية ملحة.