التصغير في اللغة العربية

اللغة العربية لغة جمال وإبداع ويظهر هذا جليا في حروفها حال نطقها أو كتابتها أو سماعها. يكفيها فخرا أن اختارها الله سبحانه وتعالى لكتابه العزيز المعجز إلى يوم القيامة. لم يرد التصغير الذي يقصد به التحقير في القرآن الكريم وإنما جاء تصغير المحبة والشفقة والتلطف في كلمة "يا بني" وذلك في ستة مواضع.
تمتاز اللغة العربية بقوة البناء وجزالة التعبير، ودقة اللفظ، والمعنى، والمضمون. يبرز جمالها في النثر والشعر والخطابة والقصة وفي الرواية والنحو. ومن جمالياتها ومميزاتها عن غيرها من اللغات القدرة على التصغير، وهو تغيير يطرأ على الكلمة يكون غرضه متباينا حسب الرغبة، فقد يعطي الدلالة على صغر الحجم مثل "كليب" أو "لقيمة" أو للدلالة على تقليل العدد مثل "وريقات" أو "دريهمات" ونحوها، أو للدلالة على قرب الزمان مثل "قبيل العصر" أو "بعيد العشاء" أو للدلالة على التحقير مثل "أحيمق " أو للدلالة على التعظيم كقولهم "فلان دويهية"، أو للدلالة على اللطف والتحبيب مثل "جويرية" أو "غزيل" ونحو ذلك. وعلى الرغم من أن التصغير يرد في كلام العرب ونثرهم إلا أن أكثر ما يستخدم في الشعر. عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقل عنه أنه قال عن عبدالله بن مسعود، "كنيف ملئ علما" فقد شبهه بالجامع الذي حفظ كل ما فيه.. في شعر التعظيم مثلا يقول الشاعر

وكل أناس ستدخل بينهم
دويهية تصفر منها الأنامل

أو قول الآخر

فويق جبيل شاهق الرأس لم تكن
لتبلغه حتى تكل وتعملا

من أغراض التصغير العطف وفي ذلك تقول أعرابية في ذئب ربته من لبن شاتها فلما كبر افترس الشاة:

بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها ونشأت معها
فمن أنباك أن أباك ذئب

ويرد التصغير للتحقير كقول جرير في هجاء الأخطل

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه
ما لم يكن وأب له لينالا

والشاعر المتنبي كان مولعا بالتصغير ومن ذلك قوله

أخذت بمدحه فرأيت لهوا
مقالي للأحيمق يا حليم

وكذا يرد بغرض المدح كقول الشاعر الحلي

نقيط من مسيك في وريد
خويلك أم وشيم في خديد
وذياك اللويمع في الضحيا
وجيهك أم قمير في سعيد

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي