33 مشروعا لـ«رؤية 2030» ترسم مستقبل الوطن والمواطن
في عالم تتجاذبه التوترات، تمضي السعودية في رؤيتها الحالمة 2030، عبر مشاريع ضخمة ترسم مستقبل الوطن والمواطن.
وتشهد الأعين سير الأعمال في 33 مشروعا ضخما تعالج جميع القضايا والملفات، لتشمل جميع مناحي الحياة كالثقافة والشؤون الاجتماعية والفنون والتطوير الحضري والصناعة والطاقة والسياحة والإسكان والرياضة والصحة وغيرها.
المواطن دائما في قلب معظم المشاريع، حيث تتركز معظمها على تحسين جودة الحياة عبر التطوير الحضري وتوفير سكن مناسب وبيئة نقية وصحة جيدة لأفراد يمارسون الرياضة، ويستمتعون بقسط من الثقافة والفن والترفيه.
وستسهم هذه المشاريع بمليارات الريالات في الناتج المحلي الإجمالي السعودي، وتوفر آلاف الوظائف للمواطنين.
الثقافة والتطوير الحضري
ضمن مشاريع التطوير الحضاري والثقافي، تعمل السعودية على أكثر من 17 مشروعا منها، بوابة الدرعية، تطوير العلا، حديقة الملك سلمان، المجمع الملكي للفنون، مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، مشروع الرياض آرت، وسط جدة، رؤى المدينة، توسعة مسجد قباء، وجدة التاريخية.
بجانب مشاريع، القدية، ونيوم وضمنها مشروعا ذا لاين وأوكساچون، الرياض الخضراء، السعودية الخضراء، الشرق الأوسط الأخضر.
السياحة
في قطاع السياحة يتم العمل على أكثر من أربعة مشاريع منها، مشروع البحر الأحمر، ومشروع السودة للتطوير، ومشروع أمالا، ومشروع كورال بلوم البحر الأحمر.
وفي مجال الإسكان مشروع روشن، وفي مجال الرياضة مشروع مسار الرياض الرياضي، وفي الصحة برنامج الجينوم السعودي، واجتماعيا مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحي.
الطاقة
أما في قطاع الطاقة، هناك أكثر من ستة مشاريع منها، مشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية، مصنع إنتاج الألواح والخلايا الشمسية ومختبر الموثوقية، مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة، محطة تحلية بتقنية الامتصاص، مدينة الملك سلمان للطاقة، ومشروع سكاكا للطاقة الشمسية.
الصناعة
وفي قطاع الصناعة، يتم العمل على مصنع المواد المركبة لإنتاج هياكل الطائرات، ومشروع صنع في السعودية.
نيوم
في 2017 أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إعلانه مشروع "نيوم" الذي يمتد على ساحل البحر الأحمر، ضمن ثلاث دول، هي السعودية، مصر، والأردن، بحجم استثمارات 500 مليار دولار.
وقال الأمير محمد بن سلمان حينها، "هناك اليوم فرص خيالية في المشروع، وقدرة استثمارية ضخمة جدا مستهدفة بحجم 500 مليار دولار، موقع مميز بين ثلاث قارات، و10 في المائة من التجارة العالمية تمر من البحر الأحمر بجوار الموقع، إضافة إلى طبيعة خلابة، جبال، وديان، سهول، شواطئ وجزر، وفي الشتاء الجبال تكسوها الثلوج، وفي الصيف الجو معتدل أقل بعشر درجات من بقية العواصم والمدن الخليجية".
وتطرق إلى أن موقع مشروع "نيوم" فيه شمس كافية جدا لإنتاج الطاقة، وفيه رياح تعد من أفضل المواقع في الشرق الأوسط للرياح، ويمكن استخراج أكثر من مائتي ألف برميل من النفط من الموقع نفسه، غير الموارد العالية من الغاز.
وأضاف "هناك تسعة قطاعات سيركز عليها المشروع، وفرص كثيرة جديدة نعمل عليها، ونحاول ألا نعمل إلا مع الحالمين، لأن هذا المشروع ليس مكانا لأي مستثمر أو أي شركة تقليدية. المشروع فقط للحالمين الذين يريدون إيجاد شيء جديد في هذا العالم".
وذكر الأمير محمد بن سلمان، أن مخطط المدينة بتقنيات الغد بدأناه من الصفر، مثلا طائرات «الدرون» تكون من وسائل النقل في المدينة، وهناك أمور كثيرة تراعى في تخطيط المدينة لأساليب النقل، ولا يمكننا الجزم اليوم هل ستكون في المدينة سيارات، أو سيارات من دون قائد، أو لا توجد سيارات بتاتا، وتعتمد على تقنيات أخرى؟ وهذا ينطبق على بقية القطاعات، فهناك فرصة للتخطيط من الصفر لبناء مدينة جديدة.
وقال "نستهدف القطاعات الجديدة التي فيها ريادة من خلال دعمها وإنشائها. هناك قطاعات تقليدية مثل الترفيه نحاول تقديمها بشكل مختلف، وهناك قطاعات غير تقليدية. نستهدف تسعة قطاعات كما ذكرت، نريد أن تكون لدينا حصة جيدة في المستقبل".
ذا لاين
مطلع 2021، أعلن الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مشروع مدينة ذا لاين في نيوم الذي يعد نموذجا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا، ومخططا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.
وستضم مدينة ذا لاين مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كيلومترا ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابة مباشرة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.
وستعمل ذا لاين على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال "48 مليار دولار" إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
وصرح الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الإدارة قائلا، "على مدى العصور بنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة، وبعد الثورة الصناعية، بنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان. المدن التي تدعي أنها هي الأفضل في العالم، يقضي فيها الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، وستتضاعف هذه المدة في 2050، وسيهجر مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون وارتفاع منسوب مياه البحار".
وتساءل "لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا يتوفى سبعة ملايين إنسان سنويا بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنويا بسبب الحوادث المرورية؟ ولماذا نقبل أن تهدر سنوات من حياة الإنسان في التنقل؟".
وتابع، "مدينة مليونية بطول 170 كيلومترا، تحافظ على 95 في المائة من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية".
وستعيد مدينة ذا لاين تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاما، ما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كل مرافق الخدمات الأساسية بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، إضافة إلى المساحات الخضراء في غضون خمس دقائق سيرا على الأقدام، وستجعل حلول المواصلات الفائقة السرعة التنقل أسهل، إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في ذا لاين 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان.
وستدار مجتمعات ذا لاين بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكنها من التوقع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، ما يوفر وقت السكان والشركات.
وستكون المجتمعات مترابطة افتراضيا فيما بينها، حيث سيتم تسخير نحو 90 في المائة من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية في حين يتم تسخير 1 في المائة من البيانات في المدن الذكية الحالية.
وتمنح مدينة ذا لاين للحياة على الأرض معنى جديدا، وتعكس نهجا لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، حيث ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون.
ولبناء اقتصاد المستقبل، تتعاون نيوم مع قيادات متخصصة من مختلف أنحاء العالم، على توفير حلول ناجعة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، وستكون ذا لاين بيئة جاذبة للمبدعين ورواد الأعمال والمستثمرين.
أوكساچون
خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلن الأمير محمد بن سلمان، إنشاء مدينة نيوم الصناعية "أوكساچون" التي تشكل خطوة أخرى ضمن مخطط نيوم الرئيس، وتستهدف تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وفقا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن المدينة الصناعية "أوكساچون" ستكون حافزا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة والمملكة بشكل عام، ما يلبي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات "رؤية 2030".
وأضاف أن مدينة نيوم الصناعية ستسهم في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وإيجاد فرص جديدة للعمل وتحقيق النمو، كما ستشارك "أوكساچون" في دعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة.
وقال "تسعدني رؤية التطوير والأعمال قد بدأت بالفعل على أرض المدينة الصناعية، وأتطلع إلى رؤية التوسع السريع لها".
القدية
أعلن الأمير محمد بن سلمان في 2017، إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك في منطقة القدية جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث تعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترا مربعا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى.
وقال إن هذه المدينة ستصبح، معلما حضاريا بارزا ومركزا مهما لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة.
وأوضح أن هذا المشروع الرائد والأكثر طموحا في المملكة يأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم رؤية المملكة 2030 بابتكار استثمارات نوعية ومتميزة داخل المملكة تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية للشباب.
وذكر أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في المملكة، ويدعم توجهات الدولة ورؤيتها الحكيمة الهادفة إلى تحقيق مزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع، والمضي قدما في الارتقاء بمستوى الخدمات في العاصمة الرياض لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم.
وأكد أن المشروع يمثل دعما قويا وحافزا مهما لجذب الزائرين بوصفه عاصمة المغامرات المستقبلية، وسيصبح خيارهم الأول والوجهة المفضلة، لتقديمه عديدا من الأنشطة النوعية التي تم اختيارها بعناية فائقة، وصممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة لتحقيق حياة صحية وعامرة، وإضفاء مزيد من الترفيه والبهجة والمرح. و من المتوقع أن يضم المشروع مدينة Six Flags الترفيهية كأحد عناصر الجذب الرئيسة في المشروع.
وتوقع الأمير محمد بن سلمان أن مشروع القدية سيحقق منافع اقتصادية واجتماعية قيمة للوصول إلى ما يصبو إليه المجتمع من تقدم ورقي، بوصفه أفضل الوجهات الترفيهية المهمة التي تقدم خيارات متنوعة تجذب العائلات والأصدقاء للاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات، وذلك من خلال توفير أنشطة رياضية متميزة تدعم طاقات الشباب وتحفزهم إلى التميز في المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية، واكتشاف المواهب وتطويرها، وصقل مهارات الشباب السعودي وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات الرياضية والتعليمية.
وذلك إضافة إلى دوره في فتح مجالات أرحب وآفاق أوسع لمحبي الرحلات البرية وعشاق المناظر الطبيعية، ونشاطات الهواء الطلق، ودعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب مفيد وآمن من خلال توفير حلبات سباق وطرق آمنة بمواصفات عالمية عالية.
ويضم مشروع القدية أربع مجموعات رئيسة هي، الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة، والإسكان والضيافة، حيث يوفر المشروع بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق وتجربة برية ممتعة، إضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوجرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية بإطلالة ساحرة وتصميم أنيق لتوفير مزيد من الراحة والانسجام للزوار.
ويزدان المشروع بتوفر أشهر المطاعم والماركات العالمية للاستمتاع بأجمل أوقات التسوق، وعالم من المغامرات.
ويعد هذا المشروع إحدى سلاسل من المشاريع الكبرى لدعم وتنمية القطاعات الكبيرة والجديدة في المملكة وتحقيق عائد استثماري لصندوق الاستثمارات العامة.
وحدة التقارير الاقتصادية