أهمية الإخلاص

الإخلاص كلمة في ظاهرها بسيطة، لكنها تحمل بين جوانبها أمرا عظيما لا تستقيم الحياة دونه، فالإخلاص منهج حياة متكامل.

في اللغة يقال عن الأمر الصافي الخالي من مظاهر الغش والشوائب، إنه أمر خالص.

الحق سبحانه وتعالى ذكر في كتابه العزيز حين أنعم على عباده باللبن، وصفه بأنه خالص، "وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين". أي نقيا دون شوائب. ويقال ذهب خالص أي ذهب من عيار حقيقي صاف غير مخلوط بمعادن أخرى، أما في الاصطلاح الشرعي، فهو إفراد الله سبحانه بالقصد والطاعة، وأن يكون العمل له وحده لا نصيب لغير الله فيه.
وحين نقول إن الإخلاص منهاج حياة، فلأنه يشمل كل جوانب الحياة المختلفة، فالعمل دون إخلاص لا قيمة له، فإتقان العمل وأداؤه على أفضل وجه وأكمله بدافع ذاتي ودون جهة رقابية، هو الإخلاص بعينه! إخلاص الزوجة لزوجها وإخلاص الزوج لزوجته هو الركيزة الأساسية لبناء حياة سعيدة ومجتمع فاضل، كما أن إخلاص المعلم في أداء رسالته التعليمية والتربوية ينتج عنه جيل مبدع قادر على رفع شأن بلده وأمته.

إخلاص الأصدقاء لبعضهم يضفي ديمومة على هذه الصداقة لا تنتهي أبدا.. وصدق من قال:
قلوب المخلصين لها عيون
ترى ما لا يراه الناظرونا
وأجنحة تطير بغير ريش
إلى ملكوت رب العالمينا
الإخلاص لا يرى ولا يمكن قياسه فهو بين النفس وصاحبها، والبناء الأساس له هو ذاتية الإنسان ومتى ما توافر في أي مجال، فإن العاقبة ستكون إيجابية مثمرة.

ينبغي الحذر من العجب لأنه مرض إذا خالط الإخلاص أفسده.

عندما يخلص الإنسان في عمله فحدث ولا حرج عن النتائج المتوقعة، ستتحقق الأهداف وتكون بيئة العمل نموذجية ولن يحتاج العمل إلى مراقبين يرصدون مستوى الأداء وسيختفي التسيب والتهاون، لأن الرقيب ذاتي يحمله الإنسان بين جنبيه، وستحفظ الحقوق ولن يتم تفضيل شخص على آخر بسبب قرابة أو صداقة.

يقول أحد كبار المديرين التنفيذيين، إن الإخلاص والصدق شيء لا يمكن تزييفه أو اصطناعه، وذلك لأن الإخلاص في العمل ليس إلا انعكاسا مباشرا للقيم الشخصية وجوهرا أخلاقيا متينا، من امتلكه فقد امتلك قيمة حقيقية خاصة قادرة على إسعاده بإذن الله في الدنيا والآخرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي