المرور في فوهة الازدحام

مشكلة ازدحام الحركة المرورية في العاصمة الرياض متشعبة الأسباب مع تعدد الجهات ذات العلاقة، إدارة المرور مسؤولة ومعنية بإدارة الحركة والتعامل مع أوضاعها وكل أو معظم ما يؤثر في هذه الحركة قد يأتي من جهات أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر وليس هذا دفاعا عن المرور فعليه كثير من الملاحظات، لكن لا بد من نظرة شمولية وموضوعية للبحث عن حلول.
تصريح العقيد منصور الشكرة المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور قبل أيام لقناة الإخبارية قدم بصيص أمل لحلحلة المشكلة وانسياب الحركة، فكان التفاعل مع حديثه كبيرا في وسائل التواصل وحجم التعليقات والردود يوضح أن الازدحام هاجس ضاغط لسكان العاصمة وزائريها.
تصريح متحدث المرور كان على هامش ورشة عمل شاركت فيها الجهات ذات العلاقة وهي علاقة تختلف من جهة إلى أخرى في مدى التأثير، وبالنظر إلى عددها وتنوعها يمكن معرفة حجم التحدي هناك 11 جهة وهي:
الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وزارة النقل والخدمات اللوجستية، الهيئة العامة للنقل، أمانة منطقة الرياض، اللجنة الوزارية للسلامة المرورية، مكتب تحقيق الرؤية، برنامج جودة الحياة، جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
من ضمن محاور النقاش المعلنة إعادة دراسة آلية عمل الإشارات المرورية وليت المرور يعيد العمل بتوقيت الإشارات الرقمي، كما أن الحلول التصميمية لأكثر من طريق مثل تقاطع طريق الإمام مع طريق خالد بن الوليد لا يعرف مدى نجاحها لكن ظاهرها تعقيد الحركة بالنسبة للسائقين وإطالة مسافة الرحلة والدوران.
ومن بؤر الازدحام وتعطيل الحركة مداخل المجمعات التجارية ومخارجها، حيث إنها في الأغلب تسبب ارتدادات وفوضى، بل إن بعضها لا تعرف مدخله من المخرج، ومنها كذلك الترخيص لمحال لديها رواد كثر في نقاط حركة على الطرق مثل المطاعم وغيرها. ولا بد أن ينظر لمشكلة المواقف بحيث تستفيد وزارة البلديات من مشروع التشوه البصري في فتح أبواب استثمار الأراضي المناسبة كمواقف مؤقتة.
مشكلة المرور بحاجة إلى حلول سريعة وقتية وأخرى طويلة الأمد تستشرف الحالة المستقبلية مع زخم المشاريع التي تعيشها العاصمة وزيادة عدد السكان والسيارات، لكن إدارة المرور لن تستطيع وحدها القيام بواجباتها على أكمل وجه إذا لم تضع الجهات ذات العلاقة الحركة المرورية في أولويات اهتماماتها تأثير برامجها وخططها ومشاريعها المزمعة والمتأخرة على الحركة المرورية سلبا أو إيجابا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي