«موثوق» من أية ناحية؟
لتنظيم فوضى إعلانات الأفراد على وسائل التواصل استحدثت - منذ مدة - وزارة الإعلام ممثلة بهيئة المرئي والمسموع ترخيصا بمسمى "موثوق" ملزم باستخراجه كل فرد يمارس الإعلان في وسائل التواصل، ولا أعرف سبب اختيار كلمة موثوق لهذه الرخصة فهل من يحصل عليه "موثوق" بالمعلومات التي يعلن عنها أم أنه شخص "موثوق" لدى الهيئة؟.
بعد هذه الأشهر من تجربة المرئي والمسموع لتراخيص "موثوق" أعتقد أنها بحاجة لتطويره بحيث يخفف من نسبة التضليل في الإعلانات و ليكون محتواه موثوقا لدى المستهدف إلى أقصى حد ممكن.
وأول بند في التطوير المقترح أن يلزم المعلن بالإشارة في محتواه الإعلاني بأنه "إعلان" بالنص كتابة، ليكون واضحا، المحتوى الإعلاني من المحتوى الآخر الذي عرف به الفرد من مشاهير وسائل التواصل.
حيث اختلطت الأمور مع طفرة هذا اللون من الإعلان وتوجه الكثير بحثا عن المال، فكان أن اختلطت النصيحة بالإعلان والمعلومة بالإعلان فأصبح كثير من المتابعين يتساءلون في تعليقاتهم على بعض ما ينشره المشاهير هل هذا إعلان أم لا؟.
وفي هذه البيئة الضبابية نشأت طرق يشتبه أنها شكل من أشكال التذاكي لتمرير إعلان على الجمهور ربما دون انتباه الهيئة، منها على سبيل المثال طرح سؤال عن أفضل منشأة / مطعم أو معرض ألبسة وأحذية إلى آخره ثم يأتي التعزيز بالجواب المطلوب وتكراره ومن الأمثلة الأخرى طرح حساب يتابع مئات الآلاف من المتابعين، استفهام على لسان مغرد بأن لديه مبلغ 100 ألف أو نحوه ويرغب استثمارها ويطلب النصيحة ثم يأتي الإعلان على شكل إجابات من هنا وهناك. وهيئة المرئي والمسموع مطالبة في تقديري ببحث سبل لقطع الطريق على الحسابات الوهمية التي تقوم بتعزيزات واضح أنها (قص ولصق) بهدف تضليل المتلقي .
سابقا كانت حسابات "البيض" في تويتر تفضح من اشترى متابعين وهميين فلم يكن هناك صور وأسماء خادعة، مجرد عدد، أما الآن فقد تم "تجميل" وتجويد الوهمي بأسماء وصور وزخات من التغريدات.
ومن ناحية أعمق وأشمل أتمنى على هيئة المرئي والمسموع أن تقود مبادرة وطنية لتنظيف محتويات التطبيقات ووسائل التواصل المشهورة فتأثيرها السلبي على النشء والمجتمع لا يحتاج إلى برهان بل إن هناك دراسات في الغرب أثبتت سوء هذا التأثير على الأخلاق والتحصيل العلمي ضرر مستقبلي واضح على المجتمع والوطن .