بلادنا ومرحلة التأسيس الجديدة

نحن على أبواب الاحتفال بيوم التأسيس الذي يصادف الأربعاء المقبل وهو بلا شك مناسبة مهمة تروي تاريخا عريقا يمتد لثلاثة قرون وازدانت المناسبة هذا العام بتزامن إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إطلاق شركة تطوير المربع الجديد، لتطوير أكبر وسط مدينة حديث على المستوى العالمي في مدينة الرياض، ما يسهم في تطوير مستقبل العاصمة تماشيا مع مستهدفات رؤية 2030 واستراتيجية الرياض المنتظر الإعلان عنها قريبا، ليكون المشروع الرمز علامة جديدة ومعيارا متقدما في تطبيق معايير الاستدامة ورفع مستوى جودة الحياة حسب المعالم العامة التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية عن المشروع، ومن ذلك مساحات خضراء وتوفير مسارات للمشي وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية إلى جانب ما يضمه المشروع من أفكار خلاقة وعناصر نوعية في مقدمتها متحف مبتكر وجامعة متخصصة في التقنية ومسرح متكامل متعدد الاستخدامات وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية، ويقع المشروع على تقاطع طريقي الملك سلمان والملك خالد شمال غرب مدينة الرياض على مساحة تتجاوز 19 كيلومترا مربعا وطاقة استيعابية لمئات الآلاف من السكان، كما سيضم أيقونة المكعب ليجسد رمزا حضاريا عالميا لمدينة الرياض وفق أحدث التقنيات المبتكرة ومزايا فريدة تعد الأولى من نوعها، حيث سيصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم.
هذه أهم المعلومات عن تطوير المربع الجديد الذي لم يكن الإعلان عنه في هذا الوقت بالذات محض مصادفة وإنما جاء متزامنا مع يوم التأسيس ليكون مرحلة جديدة من التأسيس لبلادنا، كما أن موقع المشروع الجديد قريبا من الدرعية عاصمة التأسيس الأولى يعزز امتداد الاعتزاز بالتأسيس لمرحلة جديدة، بل حتى مسماه ونمطه الهندسي المربع الذي بناه الملك عبدالعزيز عام 1356هـ خارج أسوار المدينة ليكون إيذانا بإطلاق مدينة الرياض خارج أسوارها وإعلانا لتوسعها وتحديثها، ما يمثله "المربع الجديد اليوم".
وعودة ليوم التأسيس واستدعاء لبداية هذه الدولة المباركة قبل 300 عام، فإنه يمكن القول إن التأسيس الأول جمع الشتات وأوجد دولة موحدة فرضت هيبتها في الإقليم وجعلت القرآن دستورا لها وما زال حتى الآن، ما أكسبها احترام العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. وتطورت تلك الدولة وأصبحت مصدر دعم ومساندة لدول الإقليم وامتد الدعم للمحتاجين في جميع أقطار العالم، أما المرحلة الجديدة من التأسيس فتقوم على تقدم هذه الدولة عالميا في مجالات التعليم والصحة والتقنية الحديثة، ولا سيما وقد أصبحت عضوا في مجموعة العشرين وحققت المعدلات الأعلى في النمو. والدولة التي تتعامل بتفوق يشهد به العالم مع التقنية الحديثة في مجال تقديم الخدمات عن بعد وبأسرع ما يمكن، وهو ما لم تطبقه حتى الدول التي تسمى دول العالم الأول المتقدمة.
وأخيرا: السعودية مؤهلة لمزيد من النجاحات عالميا ما دامت تملك هذا التلاحم بين القيادة والقاعدة الشعبية، ما دام شعبها شغوفا بالتعلم والتفوق والعمل الجاد.
وستكون ذكرى التأسيس في كل عام دافعا لإطلاق مبادرات ومشاريع من الوزن المهم والثقيل في موازين تقدم الدول ليس لأن لديها الإمكانات المادية فقط، فكثير من دول العالم غنية، لكنها تفتقر إلى المقومات التي ذكرنا، لكن الأهم هو القدرة على الابتكار مع قيادة شابة لا تعرف المستحيل، وشعب واثق بقيادته وبنفسه وإمكاناته وما تستحقه بلاده من مكانة متقدمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي