الرياض وباريس .. حفاوة الكبار

ما أجمل الحفاوة حين تكون بين الكبار، حيث الاحترام الحقيقي والندية، وإعطاء كل جانب ما يليق به من التقدير الذي يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة من اللقاء. هذا ما حدث بامتياز الأسبوع الماضي، حين احتفت باريس بزيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، احتفاء الكبار، وظهر ذلك في اللقاء بين الرئيس الفرنسي والضيف الكبير الذي لا يمثل السعودية فقط، وإنما العالمين العربي والإسلامي أيضا.
وفي الزيارة المهمة نفسها لولي العهد، كانت هناك محطتان مهمتان الأولى رعاية كريمة لحفل الاستقبال الذي أقامته الهيئة الملكية للرياض حول استضافة مدينة الرياض معرض إكسبو 2030، وكذلك مشاركة الضيف الذي يشكل حضوره دعما لأي مناسبة يشرفها في مؤتمر قمة التحالف المالي لمعالجة المشكلات المالية والبيئية العالمية، وأكتفي بالقول حول هذه القمة، إن بلادنا -كما هو معروف- من أكثر دول العالم مساهمة في معالجة الأزمات المالية والبيئية العالمية.
وقد أقر بعض هذه المشاريع في قمة دول العشرين التي قامت السعودية برئاستها والإعداد الناجح لعقدها رغم ظروف أزمة كورونا 2020، وأركز في بقية المقال على استضافة عاصمتنا معرض إكسبو 2030، حيث قام فريق سعودي من الشباب والشابات بتقديم عرض متكامل، الإثنين الماضي، وسط العاصمة الفرنسية، وبحضور كثيف من مندوبي الدول المختلفة لدى المكتب الدولي للمعارض "المنظمة المسؤولة عن إكسبو" وهم الفئة الأهم، لأنهم من سيباشرون التصويت لاختيارالمدينة الفائزة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كما حضر الحفل أعضاء السلك الدبلوماسي في باريس، وكبار المسؤولين، وقيادات القطاع الخاص الفرنسيون، الذين لفتهم جميعا وضوح العرض، وحجم الأحلام الكبرى التي تتحقق واقعا بعد جولتهم في المعرض الذي يوثق للمشاريع الكبرى في الرياض، وحول المملكة ومقدار واقعها اليوم الذي يفوق الحلم الذي رسمت به.
كما لفت الجميع مهنية شبابنا من الهيئة الملكية لمدينة الرياض وجميع الجهات الحكومية والمشاريع الكبرى الذين شاركوا بمحبة وتفوق في تقديم صورة واضحة عن استعداد الرياض بشكل خاص والمملكة عموما لاستضافة هذا الحدث الذي يعد أهم المعارض الدولية على الإطلاق، وأعطت رسالة واضحة بمقدار الحماس لدى العامة للترحيب بهذا الحدث وعارضيه وزائريه، وهو معيار مهم في الاختيار، لكنه قبل ذلك وبعده فطرة لدى المواطن السعودي المرحب المحب لبلاده بشكل استثنائي، المبدع في تنظيم الأحداث الكبرى كما أثبتت التجارب منذ القدم، وأخيرا بشكل خاص.
ومنحت مشاركة ولي العهد شخصيا دفعة قوية وتأكيدا واضحا على دعم الدولة، وهو المعيار الأهم الذي يكون عليه التقييم، هذا الجهد المقدر من الجميع سيؤدي إلى فوز الرياض باستضافة هذا الحدث العالمي رغم المنافسة الشديدة من دول كبرى، لكن الرياض أيضا منافس قوي، فهي تمثل إحدى العواصم المهمة على مستوى العالم، وتمثل دولة من أهم أعضاء مجموعة العشرين، وقيادتها تعمل وفق رؤية ستضعها في مكان مميز إقليميا وعالميا عند بلوغ 2030، وبوادر ذلك واضحة حسب معطيات ما أنجز من برامج الرؤية.
وأخيرا، ربما يطرح القارئ سؤالا يقول: ما الفائدة من استضافة هذا المعرض؟ والجواب ليس من السهل اختصاره، لكنني سأحاول بقدر الإمكان. من الفوائد أن استضافة إكسبو 2030 ستشكل حافزا إضافيا لتطوير وتحسين البنية التحتية لمدينة الرياض، ويمكن لسكان المدينة الاستفادة من ذلك لأعوام بعد انتهاء المعرض، كما يوفر "إكسبو" فرصة لعرض نتائج التحول الوطني غير المسبوق لبلادنا الذي سيبلغ ذروته 2030، ويوفر المعرض أيضا فرصة للمساهمة في تطوير أهداف التنمية المستدامة الجديدة لمواجهة التحديات العالمية.
ويمكن أن يساعد ذلك على رسم التصورات المستقبلية لما بعد 2030 في السعودية وفي العالم أيضا، كما سيصنع استثمار الدولة في هذا المعرض فرصا وظيفية وأخرى للعمل التطوعي وريادة الأعمال والشركات الصغيرة، ويتوقع استقطاب ما يقرب من 40 ألف شاب وشابة للترحيب والحديث مع الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يتوقع أن يصل عددهم لأكثر من 40 مليون زائر، ما يوجد فرصا وظيفية وتجارية لأصحاب المشاريع الصغيرة، ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي