أنواع الاحتيال السبعة
لا يمكن لكتاب ضخم احتواء طرق الاحتيال، فما بالك بمقال صغير؟ قبل كتابتي هذا المقال اطلعت على تقرير لاتحاد البنوك الأوروبية يتضمن 200 طريقة شائعة لسرقة حسابات العملاء وبيانتهم البنكية. والرقم لن يتوقف عند هذا الحد لكون المحتالين لا يتوقفون عن ابتكار مزيد، ومواكبة الجديد، والظهور بوجه فريد. طبيعة الاحتيال ذاتها تتطلب التغيير والتبديل والتطور لتجاوز خبرات الضحايا القديمة وبرامج الحماية الجديدة.
طرق الاحتيال أصبحت تتم اليوم تحت غطاء الخدمات الإلكترونية التي تميز حياتنا العصرية. لم تعد هناك عصابات تسرق البنوك "كأفلام الكاوبوي" بل محتالون يعملون من غرف النوم ويكتفون بحساباتك وأرقامك السرية. ورغم أنهم لا يخدعون معظمنا، ما زالوا قادرين على اصطياد شخص أو شخصين حين يراسلون عشوائيا "آلاف الناس". وأنت "مثل كل الناس" تعتقد أنك محصن ضد عمليات الاحتيال حتى تصبح الضحية وتتعجب كيف غفلت عن مؤشرات الاحتيال القوية. وحتى حين تتعلم الدرس بطريقة قوية لا تضمن عدم تعرضك لمحاولة نصب تالية بسبب تطور الطريقة والأسلوب والإغراء الجديد.
ورغم صعوبة حصر طرق الاحتيال، يمكنني إخباركم بسبعة أنواع رئيسة "تندرج تحتها" معظم عمليات الاحتيال التي نسمعها:
النوع الأول: ادعاءات توظيف الأموال. وفيها يتم إغراء الناس بالإسهام في مشاريع مربحة، ثم يتضح لاحقا أنها وهمية أو ما زالت على الورق أو لا ينوي أصحابها إكمالها.
الثاني: الاحتيال الشبكي أو الهرمي الذي يعتمد على توزيع أرباح شهرية على الأعضاء السابقين "لكن" من أموال المشتركين الجدد "الأكثرعددا".
الثالث: خدمات الوساطة المالية.. كأن يغريك أحدهم باستثمار أموالك "نيابة عنك" في أسواق الفوركس والأسهم والعملات الرقمية. أو أي مجال آخر.
الرابع: المشاريع الخيرية. حيث يتم استقطاب أموال المحسنين "بما فيها أموال الصدقة والزكاة" بذريعة إنشاء مشاريع خيرية ودينية.
الخامس: الاحتيال الأجنبي. وأدعوه كذلك لأنه إما أن يتوجه للسياح والمستثمرين الأجانب، وإما للمهاجرين واللاجئين الذي يخشون من إبلاغ السلطات.
السادس: الاحتيال الإلكتروني. ويشمل فعل كل ما سبق، ولكن عبر الإنترنت، والإيميلات، والاتصال الهاتفي، والإعلانات الإلكترونية، والمواقع الوهمية ... إلخ.
أما النوع السابع فهو الاحتيال بحسب القانون. فالقانون لا يحمي المغفلين، والضحية في هذه الحال تتحمل مسؤولية التورط في مشروع فاشل، أو صفقة خاسرة، أو شراكة ظالمة تتم خلال عقد ماكر أو اتفاقية ملزمة رسميا.
الخبر الجميل، أنه رغم كثرة طرق الاحتيال يظل "وعيك" و"حذرك" و"شكك" "وعدم تجاوبك" أهم خطوطك الدفاعية. حتى ضد ما لم يتم ابتكاره حتى الآن.