ضخامة الدخل أم تعدد مصادره؟

هناك فرق مهم بين "ضخامة الدخل" و"تعدد مصادر الدخل". ضخامة الدخل تعني أنك تملك راتبا وحيدا يتجاوز مثلا الـ50 ألف ريال في الشهر.
أما تعدد مصادر الدخل فتعني أنك تملك تدفقات نقدية مختلفة "يساوي مجموعها" الـ50 ألف ريال في الشهر.
نعم كلا المبلغين متساويان، ولكن تعدد مصادر الدخل يمنحك أمانا أكبر من امتلاك مصدر واحد مهدد بالانقطاع في أي وقت. مديرو الشركات والموظفون الكبار يستلمون رواتب ضخمة، لكن رجال الأعمال وصغار التجار يملكون مصادر دخل متعددة. الفئة الأولى تصبح عاطلة عن العمل "وتقع في ورطة حقيقية" حين تخسر فجأة راتبها الوحيد، أما الفئة الثانية، فحتى حين تخسر أكبر دخل لديها لا تزال تملك مصادر دخل رديفة ـ فضلا عن خبرتها في تكرار العملية وإيجاد مصادر جديدة. محاولة تنويع مصادر الدخل هي الطريق الطبيعي والمعتاد لبناء الثروة. صحيح أن هناك حالات استثنائية يصبح المرء فيها ثريا فجأة دون المرور بهذه المرحلة "كحالات الميراث والتعويض القضائي والفوز بجائزة كبيرة" غير أن معظم هؤلاء يتعرضون للإفلاس لاحقا "كما تثبت الدراسات التي أجريت على الفائزين بجوائز اليانصيب" لكون ثرواتهم لم تأت عبر معرفة استثمارية أو خبرة حقيقية أو تدرج صاعد. حديثي معك اليوم ليس عن الثراء أو المال نفسه، بل عن الأمان والفوائد التي يوفرها تنويع مصادر الدخل. حتى أكثر الناس ثراء يصبح مفلسا حين يخسر ثروته، أما من يفقد دخلا واحدا "من بين عدة مداخيل" فلن يتأثر مستواه المعيشي كثيرا. وأنت بدورك، حتى إن لم يكتب لك الثراء أو ضخامة الدخل، فكر جديا بتنويع مصادر دخلك لأسباب كثيرة أهمها:
ـ زيادة نسبة تدفقاتك النقدية ودخلك المادي "ككل".
ـ رفع قدرتك على الادخار والاستثمار وامتلاك رأسمال مناسب.
ـ رفع فرص نجاحك وبناء ثروتك "فكلما تعددت مصادر الدخل، ارتفع احتمال نجاح أحدها بشكل ساحق".
ـ كي تصنع "شبكة أمان" لأطفالك وأفراد عائلتك في حال فقدت وظيفتك أو راتبك الحالي.
ـ كي تكسب شعورا داخليا بالحرية والاستقلالية والاطمئنان والتخلص من عبودية الوظيفة.
ـ أما الأجمل من كل هذا، فهو أنك ستصبح بمرور الأيام خبيرا في إيجاد مصادر دخل جديدة بواقع مرة أو مرتين في العام.
وإن كنت تعتقد أنني أبالغ تذكر معي "أي رجل أعمال ناجح" واسأل نفسك ماذا يفعل حين ينتهي من إنشاء أي مشروع جديد؟
يفكر فورا في إنشاء الثاني والثالث.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي