نهج القمة يحلق بالسعودية رقميا

نهج القمة يحلق بالسعودية رقميا
نهج القمة يحلق بالسعودية رقميا

تشهد المملكة العربية السعودية في يومها الوطني الـ93 نهضة تطويرية شاملة، تغطي البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، بقيادة حكيمة راهنت على الشباب السعودي في مشروع التحول الرقمي القائم على اقتصادات الذكاء الاصطناعي، ولأنه لا بديل عن نهج القمة كان ولا يزال الطموح السعودي المستقبل، بهمة مثل همة جبل طويق، يسيرون نحوه بخطى ثابتة، وأهداف واضحة، وبالوعي والإرادة بأن تكون السعودية في قمة المجد والرفعة.
في زمن التحدي والصعوبات ولد التحدي السعودي، بمخاض الرهان على النجاح دون غيره، وبالتخطيط والتنفيذ وبأدوات مهندس رؤية المملكة 2030، ودعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين حققت المملكة مكانة رقمية عالمية غير مسبوقة على مستوى المنطقة والعالم، لتعتلي الترتيب الثاني على مستوى العالم في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي، ليكون حلم الأمس حقيقة اليوم.
تعد مناسبة اليوم الوطني للمملكة محطة لاستحضار وتضحيات الأجداد من أجل بناء الوطن، وتحت الشعار الذي رفعه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، مستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم)، سارت رحلة التحول الرقمي السعودي، لأداء دورها الوطني في تنويع النشاط الاقتصادي، وتحقيق الشمولية، وجودة الحياة، والاستدامة، والتميز في الخدمات الحكومية.
أسهمت رحلة التحول الرقمي في توفير خدمات رقمية ذات جودة وكفاءة عالية تسهم في رفع العوائد الاستثمارية والرفع من قيمة الاقتصاد الوطني، من خلال العمل على قياس أداء الجهات الحكومية وقدراتها في مجال الحكومة الرقمية.
شهد القطاع الرقمي السعودي تحقيق إنجازات غير مسبوقة، بإطلاق مؤشر نضج التجربة الرقمية للخدمات الحكومية، كما تتابعت الإنجازات بالتقدم 12 مركزا عالميا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية EGDI لتصل للمرتبة (31) والمرتبة الثامنة من بين مجموعة دول العشرين.
رقميا، كانت المملكة في موعد مع التاريخ، بتقدمها في بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادرة عن مجموعة البنك الدولي إلى المرتبة (الثالثة) و(الأولى) إقليميا من بين 198 دولة، كما تميزت الخدمات المحلية بزيارات مليونية، حيث سجلت منصة أبشر دخول 24 مليون مستخدم، لتسهل الخدمات الحكومية في وجه المواطنين والمقيمين بخدمات عدة منها الهوية الرقمية، وخدمات التوثيق، وجوازات السفر لأكثر من 300 خدمة معاملات مختلفة.
شكلت الإنجازات الرقمية السعودية علامة فارقة في مسار مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين، بإطلاق المحكمة الافتراضية للتنفيذ، التي تعمل بطريقة رقمية كاملة، لتكون نقلة نوعية في القطاع العدلي، بما يحسن تجربة المستفيدين ودعم قطاعات الأعمال، وتعزيز التنافسية.
قلصت المحكمة الافتراضية‬، إجراءات التنفيذ المطلوبة من المستفيد من 12 خطوة إلى أقل من ثلاث خطوات، دون أي تدخل بشري منذ بدء الطلب حتى إعادة الحق، معتمدة على استخدامات الذكاء الاصطناعي، وسرعة التنفيذ، على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
شملت البنية الرقمية للمحكمة الافتراضية إنجاز الإجراءات آليا دون اللجوء لمساعدة بشرية، حيث شملت الإجراءات تدقيق الطلبات وإحالتها آليا إلى دائرة التنفيذ في المحكمة، وإصدار الإجراءات ورفعها آليا، إضافة إلى تحصيل الأموال وصرفها، وإحاطة المستفيدين بالإجراءات التنفيذية عبر لوحة المعلومات في البوابة الموحدة للخدمات العدلية الإلكترونية ناجز.
بدورها، قدمت بوابة ناجز 150 خدمة حكومية إلكترونية تراوح من خدمات المحاكم الافتراضية إلى الأعمال الورقية إلى نحو 180 ألف زائر يوميا، كما تتيح المنصة نحو 90 ألف تفاعل، لتنخفض الإجراءات الروتينية، بانخفاض متوسط طول مدة الإجراءات من 248 يوما إلى ثلاثة أسابيع فقط.
صناعة الفارق الرقمي، شكلت الصحة الرقمية في السعودية منطلقا عصريا متفردا من خلال منصة صحتي، التي قدمت الخدمات الصحية في مختلف مستويات التنظيم أو على مستوى الاستشارات الطبية أو الحصول على خدمات الطبيب عن بعد، ليتم الإعلان عن تأسيس أول مستشفى افتراضي في الشرق الأوسط.
حقق المستشفى الافتراضي توسعا في نطاق الخدمات الصحية، باستخدام أحدث التقنيات بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي المعزز، كما يقدم المستشفى نحو 50 خدمة متخصصة مثل الاستشارات في حالات الطوارئ والصحة عن بعد، والعيادات المتخصصة، وخدمات الرعاية المنزلية الافتراضية.
وتشير بيانات البنك الدولي إلى إمكانية تشخيص حالة المرضى في المناطق الريفية في غضون ثلاثة أيام فقط بدلا من أربعة أسابيع، وسجل تطبيق صحتي في عام 2022، إجراء الأطباء 13 عملية جراحية للقلب عن بعد، مقلصين كثيرا من الوقت اللازم للتدخل الطبي للسكتات الدماغية إلى 33 دقيقة في المتوسط، كما تمكنوا من تخفيض مدة إقامة المريض في المستشفيات بسبب قصور القلب بنسبة تصل إلى 40 في المائة، ليبلغ عدد المستفيدين الإجماليين من الخدمات الصحية الرقمية نحو58550 مستفيدا حتى تاريخ إصدار بيانات التقرير، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 400 ألف مريض سنويا.
وفي حصيلة شاملة قدم تطبيق صحتي خدماته لأكثر من 27 مليون مستفيد، محققا أكثر من 11 مليون موعد، وأكثر من 2 مليون مسجل في خدمة (اعرف أرقامك)، إضافة إلى أربعة ملايين موعد عن بعد، وكذلك 700 ألف استشارة فورية.
ويهدف التطبيق الصحي إلى الوصول لتجربة أفضل في حجز المواعيد الصحية، باستعراض الوصفات الطبية، إضافة لخدمات وخصائص تعزيز ممارسة رياضة المشي، وخدمات خاصة بصحة المرأة، وخدمة التنبيه المبكر للأحوال الجوية لمصابي الربو، إضافة إلى الأدوية والتذكير بها، من خلال محرك البحث لتسهيل الوصول للخدمات.
رفعت السعودية سقف الرهانات الرقمية، لتلبية احتياجات المستفيدين من الخدمات الحكومية الرقمية، برفع جودتها لتحقيق رضا المستفيدين، بتسريع عملية تطوير المنصات والخدمات الحكومية الرقمية، وتحسين تجربة المستخدمين، بفتح قنوات التواصل مع المستفيدين من الخدمات الحكومية الرقمية، لرفع مستوى نضج المنصات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتحقيق المستهدفات الاستراتيجية.
تكتب السعودية اليوم فصلا جديدا في القطاع الرقمي، لتوثق نهضتها في الفضاء الرقمي بعد ما نقشه الآباء والأجداد في كتب التاريخ بالحبر والدم والتضحيات حتى باتت على ما هي عليه اليوم، ليكون حاضر هذه البلاد العظيمة نابعا من تاريخها الزاخر بالأمجاد والبطولات.

سمات

الأكثر قراءة