نائب رئيس مجلس الإدارة في "أكوا باور" لـ "الاقتصادية" : 12.7 مليار دولار تكلفة مشاريعنا الجديدة في 2024 وسنسخر خبراتنا العالمية للإسراع في إنتاج الهيدروجين الأخضر
عد رعد السعدي نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة أكوا باور، الاستثمار في الهيدروجين الأخضر فرصة حقيقية لمزيد من النمو، مؤكدا أنهم سيسخرون خبراتهم العالمية للإسراع في إنتاج هذا المصدر الحيوي من الطاقة النظيفة لشركائهم في السعودية وخارجها.
وفي سياق مزايا الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، قال السعدي خلال حواره مع "الاقتصادية"، إنه سوق سيتجاوز 300 مليار دولار وفقا لتقديرات بنك "ناتيكسيس"، وقطاع ناشئ سيفتح الباب أمام كثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين.
وتعمل شركة أكوا باور على توسيع محفظة أعمالها في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تواصل تطوير مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر الذي من المقرر الانتهاء من تطويره نهاية 2026 بقيمة 8.5 مليار دولار، وسيوظف المشروع الخبرات وأحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج طاقة خضراء مستدامة ومتاحة عالميا.
وكشف لـ "الاقتصادية" رعد السعدي أن التكلفة الإجمالية لمشاريع شركة أكوا باور الجديدة في 2024 حتى الآن بلغت 12.7 مليار دولار، مضيفا: نستهدف تحقيق متوسط نمو في الأصول الاستثمارية بقيمة 20 إلى 30 مليار دولار سنويا حتى 2030.
وأضاف: نركز في استراتيجية النمو على مشروع واحد في كل مرة لذلك سيكون نمو الشركة عضويا "النمو من خلال زيادة الإنتاج وتعزيز المبيعات داخليا"، ومن المحتمل استكمال بعض عمليات الاندماج أو الاستحواذ في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وعن العائد المحتمل من دخول الشركة إلى السوق الصينية، أكد أن ذلك من أهم التطورات باعتبار الصين سوقا رئيسة للاستثمارات مع الشركاء المحليين. وبالمجمل سيكون تركيزنا على 4 مناطق جغرافية تضم السعودية والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
وأشار إلى أن التحديات الجديدة تكمن في القطاعات التي يصعب معها استبدال الطاقة المتجددة بالوقود الأحفوري مثل التكرير والأسمدة والشحن وقطاع التنقل عموما. ونعتقد أن الوقود النظيف مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا والميثانول هو الحل الأنسب لهذه القطاعات. إلى تفاصيل الحوار:
ما مشاريع الشركة المرتقبة وتكلفتها المرصودة؟ وهل هناك دول جديدة تعتزمون التوسع فيها وفي أي القطاعات سيكون التوسع؟
نخطط في شركة أكوا باور لقيادة التحول العالمي في مجال الطاقة نحن موجودون اليوم في 12 دولة حول العالم، ولدينا طموح للتوسع في 20 دولة، ومضاعفة أصولنا ثلاث مرات لتصل إلى 250 مليار دولار بحلول 2030. اليوم نحن أكبر شركة في العالم في مجال تحلية المياه وإنتاج الهيدروجين الأخضر، ونطمح بأن نكون واحدة من أكبر ثلاث شركات في الطاقة المتجددة على مستوى العالم بحلول عام 2030.
سنقوم بالتركيز على أربع مناطق جغرافية تضم " السعودية، والشرق الأوسط وإفريقيا، وآسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا".
كما سنركز على الصين باعتبارها سوقا رئيسة محتملة للاستثمارات مع الشركاء المحليين. وفي إفريقيا وجنوب شرق آسيا، سننظر في فرص الدمج، وسأقوم بشرح المزيد حول ذلك:
تبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية لمحفظتنا 317.62 مليار ريال (84.7 مليار دولار). لقد نجحنا في إضافة أصول بقيمة 15 مليار دولار إلى محفظتنا في عام 2023.
لا بد من القول إننا حققنا فقط في 2023 إغلاقات مالية في 12 مشروعا بتكلفة استثمارية إجمالية تبلغ 59.1 مليار ريال (15.75 مليار دولار) بما في ذلك مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر (8.5 مليار دولار)، وهو ما يمثل رقما قياسيا في تاريخ شركة أكوا باور.
تركز استراتيجية النمو لدينا على مشروع واحد في كل مرة، لذلك سيكون نمو الشركة عضويا، ومن المحتمل أن يستكمل ببعض عمليات الإندماج أو الاستحواذ في بعض البلدان التي نعمل فيها. هنا التطور الأهم يكمن في دخول الشركة إلى الصين، منحنا عقودا بقيمة أكثر من 30 مليار دولار لشركاء صينيين استثمروا بدورهم 10 مليارات دولار في مشاريعنا، أرى أن الفرصة قائمة اليوم للدخول إلى هذه السوق، ونأمل بإعلان شيء ملموس بهذا الشأن قريبا.
تركيزنا ينصب على أربع تقنيات، وهي "الطاقة المتجددة، والتوليد المرن، والوقود الأخضر، وتحلية المياه"، ولا شك في أن التحديات الجديدة اليوم تكمن في القطاعات التي يصعب بها استبدال الطاقة المتجددة بالوقود الأحفوري، مثل التكرير والأسمدة والشحن وقطاع التنقل عموما. ونرى أن الوقود النظيف، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا والميثانول، هو الحل الأنسب لهذه القطاعات التي نبذل اليوم قصارى جهدنا لتحقيق نتائج مثمرة فيها.
هل من الممكن الحديث عن مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر الحالية والمستقبلية وكم تكلفتها؟
يحظى الهيدروجين الأخضر بأهمية متزايدة على الصعيدين المحلي والعالمي. وبصفته وقود المستقبل، نجدد التزامنا بتوفير وتسخير خبراتنا العالمية للإسراع في إنتاج هذا المصدر الحيوي من الطاقة النظيفة لشركائنا ممن يملكون ويتشاركون الرؤية ذاتها معنا. وتشير التقديرات بحسب بنك "ناتيكسيس" إلى أن الاستثمار في الهيدروجين سيتجاوز 300 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يجعل من هذا القطاع الناشئ فرصة حقيقية لتحقيق مزيد من النمو.
في كوب 28، أعلنا توقيع اتفاقية لتطوير أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إندونيسيا، بقيمة تزيد على المليار دولار أمريكي، وسيعمل مشروع جارودا هيدروجين هيجاو (GH2)، الذي من المتوقع أن يبدأ عملياته التجارية في 2026، بقدرة 600 ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وسينتج 150 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا.
وفي 27 نوفمبر الماضي من العام 2023، بدأنا العمل في مشروعنا للهيدروجين الأخضر في أوزبكستان، حيث ستكون المرحلة الأولى من المشروع قادرة على إنتاج 3000 طن من الهيدروجين الأخضر سنويا. وعند استكمال تطوير المرحلة الثانية من المشروع سيجري إنتاج 500 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا عبر محطة لطاقة الرياح بقدرة 2.4 جيجاواط. ستشرف "أكوا باور" على ضمان التزام المشروع بجدول زمني واضح لتطوير المنشأة حيث يستهدف البدء بتشغيلها في ديسمبر من العام 2024. وتملك "أكوا باور"، إضافة إلى مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، خمسة مشاريع قائمة حاليا في أوزبكستان، بما في ذلك أربعة مشاريع لطاقة الرياح ومحطة تعمل بتوربينات الغاز ذات الدورة المركبة. وتعد أوزبكستان ثاني أكبر دولة من حيث القيمة الاستثمارية لمشاريع "أكوا باور" القائمة خارج السعودية.
متى سيتم تنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم ومتى سيكون جاهزا وكم تكلفته الإجمالية المتوقعة؟
هذا المشروع يأتي إيمانا برؤية السعودية 2030، وسعينا المستمر للإسهام في تحقيق طموحات القيادة، نحن فخورون بوجودنا وإسهامنا في بناء هذا المشروع الاستثماري الرائد مع شركائنا نيوم وإير برودكتس، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، وسيفتح الباب أمام كثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيعزز من قدرة السعودية على العمل مع دول العالم لتحقق أهدافها على صعيد إنتاج الطاقة النظيفة، مع ما لذلك من فوائد اجتماعية واقتصادية للعالم أجمع.
المشروع الذي يتم تطويره بقيمة 5 مليارات دولار، سيحرص على توظيف الخبرات وأحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج طاقة خضراء مستدامة ومتاحة عالميا.
المشروع بحلول 2026 سيصبح جاهزا لإنتاج الهيدروجين ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية ليستخدم كوقود حيوي يغذي أنظمة النقل والمواصلات، كما سينتج نحو 650 طنا من الهيدروجين الأخضر يوميا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا، ليسهم بذلك في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ثلاثة ملايين طن سنويا.
لقد بدأنا أعمال التطوير على الأرض، علما أنه قد تم تسلم الدفعة الأولى من 6 توربينات رياح، إذ وصلت إلى موقع المشروع، ومن المقرر تزويد محطة طاقة الرياح الخاصة بمصنع إنتاج الهيدروجين الأخضر بـ250 توربينا لتوليد ما يصل إلى 1.6 غيغاواط من الطاقة النظيفة، عبر شبكة مخصصة لنقل الكهرباء من محطة طاقة الرياح إلى المصنع. ونواصل تنفيذ أعمال الإنشاءات المعدنية في مجموعة رئيسة من المباني القائمة في المشروع، بما في ذلك تجميع بطاريات تخزين الطاقة المتجددة.
كما يجري العمل حاليا على محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، إذ سيسهم 5.6 مليون لوح شمسي في توليد ما يصل إلى 2.2 غيغاواط من الطاقة الشمسية عند تشغيل المحطة بالكامل.
كم حجم استثمارات الشركة من تحلية المياه وتوليد الكهرباء من طاقة الرياح؟
تمضي أكوا باور قدما في استثماراتها في مجال تحلية المياه وتوليد الطاقة من الرياح لتعزيز نشاطها وتوسيع نطاق عملياتها. يمكننا مقابل كل دولار نستثمره أن نحشد 10 دولارات من الموارد، وتأتي الأموال المجمعة من مزيج تمويل المشاريع التي تنظمه أكوا باور وإسهامات شركائنا في الأسهم الخاصة.
نعمل اليوم على إنشاء محطة لطاقة الرياح في مصر بقدرة إنتاجية تبلغ 1.1 غيغاواط، وباستثمارات تصل إلى 1.5 مليار دولار. يعد المشروع الأكبر من نوعه لإنتاج الطاقة من الرياح في منطقة الشرق الأوسط، ومن أكبر مشاريع طاقة الرياح البرية في العالم، حيث سيستخدم في المشروع أحدث تقنيات توربينات الرياح التي يصل ارتفاعها إلى نحو 220 مترا، لتكون الأعلى ارتفاعا في منطقة خليج السويس، كما سيسهم في خفض 2.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتوفير نحو 840 ألف طن وقود سنويا، وتوفير الكهرباء لمليون وحدة سكنية في مصر.
على صعيد متصل، نعمل على تطوير مشروع إنشاء محطة لإنتاج طاقة الرياح وتخزين الطاقة المتجددة داخل بطاريات بقدرة إجمالية تبلغ 1 غيغاواط. وتعد أول مشاريع "أكوا باور" في سوق كازاخستان بحجم استثمارات أولية بلغت 1.5 مليار دولار، ومن المخطط أن يسهم المشروع عند إنجازه بالكامل في 2027 في إزالة الكربون من قطاع توليد الكهرباء القائم بشكل رئيس على الوقود الأحفوري.
ما دور شركة أكوا باور في عملية تحول الطاقة في السعودية، وما الحصة السنوية التي تستهدفها في مشاريعها الجديدة وما حجم استثماراتها؟
ليس هناك وقت نضيعه عندما يتعلق الأمر بتسريع تحول الطاقة. ومن خلال تبني شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، التي تعد حجر الزاوية في رؤية 2030، فإننا نعمل معا لإيجاد مستقبل مستدام ونؤكد التزامنا الثابت بدعم وزارة الطاقة لتحقيق الأهداف الطموحة للبرنامج الوطني للطاقة المتجددة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، ونعمل على تنفيذ 70 % من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في السعودية بقيادة صندوق الاستثمارات العامة. كما نستهدف تحقيق متوسط نمو في الأصول الاستثمارية بقيمة 20 إلى 30 مليار دولار سنويا من الآن وحتى عام 2030.
بعد أقل من ثلاثة أشهر من 2024، وصلنا تقريبا إلى التكلفة الإجمالية للمشاريع لعام 2023. أما التكلفة الإجمالية للمشاريع الجديدة في 2024 فقد بلغت حتى الآن 12.7 مليار دولار.
تتمتع شركة أكوا باور بسجل في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة لضمان إمدادات موثوقة من الطاقة النظيفة ومنخفضة التكلفة. في السنوات الخمس الماضية، أضفنا تقريبا سعة الطاقة ذاتها إلى مصادر الطاقة المتجددة، وهذا يعادل ما قامت به ألمانيا على صعيدي الطاقة المتجددة والتقليدية. منذ عام 2018 إلى عام 2023، كان إجمالي إضافات الطاقة لشركة أكوا باور يعادل خمس إجمالي الإضافات في الاتحاد الأوروبي.
وفي 2023، تعاقدنا على إنتاج طاقة أكبر من تعاقدات كل من المملكة المتحدة وفرنسا مجتمعتين. في مصادر الطاقة المتجددة، أضفنا ما يعادل تقريبا إجمالي إضافات المملكة المتحدة وفرنسا بما في ذلك الطاقة التقليدية لعام 2023. كما بلغت إضافاتنا من مصادر الطاقة المتجددة على مدى السنوات الخمس الماضية نحو سبعة أضعاف إجمالي إضافات الطاقة في المملكة المتحدة وحدها بما في ذلك الطاقة التقليدية.
بشكل عام، تهدف السعودية إلى إنتاج 20 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويا حتى تصل إلى 130 غيغاواط بحلول عام 2030.
ولابد من الإشارة اليوم إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يقوم حاليا بتطوير ما مجموعه خمسة مشاريع بقدرة تراكمية تبلغ 8 غيغاواط واستثمارات تزيد على 6 مليارات دولار من الصندوق وشركائه بما في ذلك شركة أكوا باور. ومن المشاريع الجاري تنفيذها اليوم بالشراكة مع الصندوق "سدير، والشعيبة 2، والرس 2، والكهفة، وسعد 2"، حيث يتم تمكين ودعم القطاع الخاص في السعودية من خلال متطلبات المساهمة الكبيرة في المحتوى المحلي وشراء المعدات واللوازم والخدمات من خلال سلاسل التوريد المحلية.
وتبلغ قيمة مشاريع (الرس 2، وسعد 2، والكهفة) مجتمعة 3.25 مليار دولار (12.2 مليار ريال سعودي). فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمشاريع الرأس 2 وسعد 2 والكهفة 4.55 غيغاواط، لتزويد نحو 750 ألف منزل بالطاقة، وتمتلك شركة أكوا باور حصة 50.1 % في كل من المشاريع الثلاثة.