هل الاستثمار في أرامكو آمن؟
في 2019 كان عدد أسهم "أرامكو السعودية" 200 مليار سهم، خصصت منها ثلاثة مليارات سهم للاكتتاب، التي تشكل 1.5% من إجمالي عدد الأسهم، وكان سعر الطرح حينها 32 ريالا سعوديا عند النطاق السعري الأعلى. أعلنت كل الحكومة السعودية وأرامكو السعودية إطلاق عملية الطرح العام الثانوي لأسهم "عادية" لشركة أرامكو السعودية تبلغ ملياراً و545 مليون سهم، تشكل 0.64% من إجمالي عدد الأسهم المصدرة، ويحق للمؤسسات المكتتبة في السعودية، والمؤسسات المكتتبة المؤهلة خارج السعودية وفقا للقواعد المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية المدرجة في الاكتتاب، وكذلك للأفراد المؤهلين في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وسيكون النطاق السعري للاكتتاب - بحسب نشرة الإصدار - بين 26.7 ريال سعودي و29 ريالا. بداية لا يخفى على أحد أن "أرامكو السعودية" شركة رائدة وقائدة محليا وإقليميا وعالميا في قطاع الطاقة عموما، وصناعة النفط خصوصا، وهذه الحقيقة انعكست بصورة واضحة على طرحها للاكتتاب في 2019.
لن أسلط الضوء في هذا المقال على تاريخ "أرامكو"، فقد خصصت عددا كبيرا من المقالات تناولت فيها تاريخها وحاضرها وريادتها في صناعة النفط التي تشمل صناعة المنبع والمصب وما بينهما، وتناولت فيها موثوقيتها عالميا بالإمدادات النفطية، ودورها القيادي في استقرار أسواق النفط. هناك عناصر مهمة أضعها في الحسبان، وأدرسها بعناية قبل أن أتخذ أي قرار استثماري، وهذه العناصر قادتني على المستوى الشخصي إلى المضي قدما في الاستثمار في "أرامكو السعودية" بالاكتتاب في 2019، وهذا رأي شخصي غير ملزم لأحد. العناصر التي تهمني في أي استثمار هي: مالك الشركة، وكفاءة الشركة، وموثوقيتها، ومنتجات الشركة، ومستقبل الشركة، وبكل تأكيد هدفي من الاستثمار.
فيما يخص فرصة أرامكو الاستثمارية، فبلا شك عندما تكون الحكومة هي المساهم البائع "المساهم الكبير" فهذا يعد مصدر أمان بالنسبة إلي وإلى غيري من المستثمرين "المحتملين"، حيث يعزز من مراقبة الأداء وفاعلية الإنتاج والمتابعة الصارمة لتحقيق الأهداف المرسومة والخطط الإستراتيجية للشركة، فـ"أرامكو" ليست شركة عابرة بل عمود اقتصاد وطننا الغالي، وأهم أدوات تحقيق رؤيتنا الطموحة.
أما عن كفاءة الشركة وموثوقيتها فسمعة الشركة وكوادرها يشار إليهما بالبنان في الكفاءة والالتزام والاحترافية. عند الحديث عن منتجات الشركة ومستقبلها، فمن المهم معرفة أنها منتجات أساسية وإستراتيجية لا غنى عنها في المدى المنظور، وليست منتجات كمالية، فالنفط ومشتقاته والغاز وتطبيقاتهما المختلفة هي شريان الصناعة والمدنية والنهضة والاستقرار في كل أرجاء المعمورة، ولا يوجد ما يعوضهما، وإن الاستنفار العالمي لإيجاد البدائل المناسبة ليس لمنافستهما بل لإطالة عمرهما كمصدرين للطاقة ناضبين.
ما أعتقده على المستوى الشخصي أن الاستثمار في أرامكو آمن جدا بإذن الله، بل أعده صندوقا ادخاريا، كلما توافرت سيولة استثمارية اقتنص بها بعض الأسهم واجعله استثمارا طويل المدى.