«أرامكو» تعزز صناعة الكهرباء والبتروكيماويات بتطوير حقل الجافورة

«أرامكو» تعزز صناعة الكهرباء والبتروكيماويات بتطوير حقل الجافورة
أرست أرامكو 16 عقدا بقيمة 12.4 مليار دولار لتطوير المرحلة الثانية من مشروع حقل الجافورة. تصوير: يوسف الدبيسي

قال مختصون في الطاقة، إن تطوير حقل الجافورة يعد من أوائل حقول الغاز غير التقليدية، التي يتم تطويرها خارج أمريكا الشمالية، وهو مشروع محوري سيكون له آثار إيجابية بعيدة المدى، خاصة في قطاعي صناعة البتروكيماويات وتوليد الكهرباء.
ويأتي حديث المختصين بعدما أرست أرامكو السعودية اليوم عقودا بقيمة تتجاوز 25 مليار دولار لمواصلة توسعتها الاستراتيجية في مجال الغاز، التي تستهدف نمو إنتاج غاز البيع بأكثر من 60 % بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021.
وتتعلق هذه العقود بالمرحلة الثانية من تطوير حقل الجافورة الضخم للغاز غير التقليدي، والمرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسة في أرامكو السعودية، ومنصات الغاز الجديدة، والمحافظة المستمرة على الطاقة الإنتاجية.
وذكر لـ"الاقتصادية" الدكتور مسفر المري المختص بالسياسات البترولية، أن تطوير حقل الجافورة من أوائل حقول الغاز غير التقليدية، التي يتم تطويرها خارج أمريكا الشمالية.
وأرست أرامكو 16 عقدا بقيمة 12.4 مليار دولار لتطوير المرحلة الثانية من مشروع حقل الجافورة، وسيشمل العمل إنشاء مرافق ضغط الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة بها، وكذلك توسعة معمل غاز الجافورة، بما في ذلك بناء وحدات معالجة الغاز، والمرافق العامة.
وأضاف المري أن تطوير الحقل الغني بالغاز الطبيعي يعظم القدرة التنافسية للسعودية في قطاع البتروكيماويات ويزيد القدرة الإنتاجية من جهة، وينوع المنتجات ويخفض التكاليف من جهة أخرى.
كما وقعت أرامكو 15 عقدا آخر بقيمة إجمالية تقدر بنحو 8.8 مليار دولار لبدء المرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسة، التي توفر الغاز الطبيعي للعملاء في جميع أنحاء المملكة.
أما بالنسبة لقطاع توليد الكهرباء، فأوضح المري أنه سيكون من المصادر المهمة لأنه سيؤدي إلى زيادة الإمدادات المحلية وضمان استدامة الكهرباء واستقرار أسعاره للمستهلكين سواء كانوا في القطاع السكني أو التجاري أو الصناعي، ما يسهم في تعزيز أمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي على المديين المتوسط والبعيد.
وجرت ترسية 23 عقدا إضافيا لمنصات الغاز بقيمة 2.4 مليار دولار، إلى جانب عقدين للحفر الاتجاهي بقيمة 612 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، تمت ترسية 13 عقدا لربط الآبار في الجافورة بقيمة إجمالية تبلغ 1.63 مليار دولار وذلك في الفترة بين ديسمبر 2022 ومايو 2024.
وحول أثر هذه المشاريع على التنمية عامة، فتوقع المري أن تحفز التنمية الاقتصادية على نطاق أوسع من توليد وظائف وفرص عمل مباشرة في استخراج الغاز ومعالجته أو بشكل غير مباشر في القطاعات ذات الصلة مثل البناء والخدمات، وكذلك ستطور البنية التحتية وتحسن من الاقتصادات المحلية.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" عبدالله الغامدي المختص بالطاقة، إن تطوير حقل الجافورة سيكون له انعكاس إيجابي كبير على صناعة البتروكيماويات، وقد يشهد الربع الثالث من العام، إعلان شركات البترول التوسع في أعمالها ومشاريعها، نتيجة توافر اللقيم.
وتشير التقديرات إلى أن حقل الجافورة للغاز غير التقليدي يحتوي على موارد بحجم 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، و75 مليار برميل من المكثفات. وأشار الغامدي إلى أن السعودية تبذل جهودا استراتيجية لتنويع وتعزيز مصادر الطاقة وأمن الطاقة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لتكون مصدرا موثوقا للطاقة.
وتتوقع أرامكو السعودية أن يتجاوز إجمالي الاستثمار على مدى مسيرة العمل في الجافورة 100 مليار دولار، وهو بذلك يُعد من المشاريع الكبرى عالميا، وأن يصل الإنتاج إلى معدل مستدام لمبيعات الغاز يبلغ ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2030.

الأكثر قراءة