فائدة قطاعية متنوعة لاستضافة كأس العالم
تستعد السعودية لاستضافة العالم في أراضيها بعد تقدمها بطلب الاستضافة لكأس العالم 2034، بخطة تغطي جميع مناطقها المتنوعة جغرافيا وثقافيا، ما يعطي فرصة أكبر ليتعرف العالم على الثقافات المتنوعة على مستوى الإرث الحضاري، الثقافة الشعبية، التنوع الجغرافي والقدرات التي تمتلكها بلادنا على أصعدة متنوعة عديدة تشمل قطاعات وصناعات متعددة تطلبها الحاجة لإتمام استضافة حدث عالمي بهذا الحجم.
تستفيد الدول من استضافة حدث بهذا الحجم برفع جاهزية القطاعات ذات الاحتكاك المباشر بها، ويزداد أثرها إيجابا كلما كانت الرقعة الجغرافية للبلد المستضيف أكبر، وكلما كان التعداد السكاني لأي بلد مستضيف أكبر، وهذا ما تظهره أبحاث أجرتها مراكز بحثية اقتصادية وكذلك بحث أجراه صندوق النقد الدولي حتى لا يتسبب هذا الحدث بازدحام في الطلب فوق الحاجة إلى مشاريع تستغل مرة واحدة، وبعد ذلك يصعب استهلاكها بشكل أمثل يخلّف بعدها أعباء تشغيلية وتمويلية مستمرة. وهذه الزاوية بالنسبة إلى السعودية مغطاة للمشاريع الكبرى التي يتم العمل عليها، سواء في حال استضافة الكأس أم عدمها، إضافة إلى الرقعة الواسعة لبلادنا وأخيرا التعداد السكني فيها. في الجهة المقابلة الحاجة إلى ملاءة مالية وبنية تحتية قادرة، جعلتنا نشهد نسخا من كأس العالم تقدمت بملفات استضافة مشتركة.
عندما نظم كأس العالم في جنوب إفريقيا كان لنا أثر فيها بعد أن صُدّرت منتجات سعودية إلى هناك عبر سابك وشركات أخرى لتكون إحدى لبنات استعداد جنوب إفريقيا للاستضافة.
اليوم ونحن ننتظر الفوز بأن نرحب بالعالم في أرضنا من المنظور الاقتصادي سيصنع هذا الحدث طلبا إضافيا على منتجات اقتصادية محلية تضاف إلى الطلب القائم على المنتجات وهذا كفيل بأن يصنع فرصا تجارية ووظائف إضافية سيكون لها الأثر في تعزيز النمو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال قدر الأثر في الاقتصاد القطري وقت تنظيمها لكأس العالم بـ20 مليار دولار ويقدر أن يكون الأثر أكبر هنا.
لا شك أن القطاعين السياحي والنقل لهما أثر كبير في هذا التنظيم، فالطلب الأكبر خلال فترة الاستضافة سيكون عليهما، وكما هو واضح من خطة الاستضافة فإن التهيئة للإقامة والتنقل ستكون واسعة تشمل جميع مناطق السعودية، ما يضمن الارتقاء بالخدمات السياحية وخدمات النقل في المناطق المختلفة من السعودية لا المناطق الرئيسة فقط، ويعد هذا أحد الأعمدة المهمة لتسريع قاعدة التنمية في المناطق المختلفة.
تقدم استضافة كأس العالم فرصة إضافية للاستثمار في مشاريع البنية التحتية وأعني بذلك أن الفوز بالتنظيم سيجتذب مزيدا من الاستثمارات الخاصة غير الحكومية إلى السعودية، ولهذا فائدة مباشرة في استقطاب مزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، لأن الاستثمار في البنية التحتية يعد استثمارا جاذبا متى ما بني على أساس يؤمن الاستخدام والعائد، وهذا ما ستوفره الاستضافة، وأيضا ضمان استمرارية الاستهلاك.