أسعار النفط تتعثر في الوصول إلى اتجاه صعودي بفعل سياسة الدولار القوي
حذر بنك جيه بي مورجان من تسجيل فائض قدره 1.2 مليون برميل يوميا بحلول 2025، مع ارتفاع الإمدادات من خارج أوبك، ما يزيد من حدة المعنويات الهبوطية في السوق النفطية.
وقال البنك إن خام برنت في طريقه إلى متوسط 80 دولارا للبرميل في عام 2024، وهو أقل بمقدار 3 دولارات من توقعات البنك في يونيو الماضي.
وتوقع أن ينخفض السعر إلى 73 دولارا في عام 2025، ليظل متسقا إلى حد كبير مع توقعات البنك لعام 2024 التي نُشرت في نوفمبر الماضي، قبل أن يتراجع إلى 61 دولارا في عام 2026.
وتشهد أسعار خام برنت تحولا في سوق النفط العالمية من التوازن في عام 2024 إلى فائض كبير قدره 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2025، يليه فائض آخر قدره 0.9 مليون برميل يوميا في عام 2026.
وقال مختصون ومحللون نفطيون: إن سياسة الدولار القوي التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي تضغط على النفط، ما يجعله أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات غير الدولارية على مستوى العالم.
أشاروا إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 1.99% مع ضعف توقعات الطلب في الصين، ومع توقع وصول واردات النفط الخام إلى ذروتها بحلول 2025.
وخفضت أوبك+ توقعاتها لنمو الطلب لعام 2024 للمرة الخامسة، ما يشير إلى استمرار المخاوف من زيادة العرض.
وفي هذا الإطار، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة لـ"الاقتصادية"، إن أسعار النفط الخام حققت خسارة أسبوعية 2% مع عودة المعنويات الهبوطية، حيث شعر المستثمرون بالقلق بشأن السياسات المالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أضاف، أن الفيدرالي يمكن أن يقضي بسرعة على أي تعزيزات اقتصادية من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي حذر أوروبا من أنها إذا لم تعزز مشترياتها من الغاز والنفط من الولايات المتحدة، فإنها ستواجه الرسوم الجمركية بدلا من ذلك.
من جانبه، ذكر سوون يونج مدير سابق في شركة فيتنام بتروليوم لـ"الاقتصادية"، أن الكثير من عدم اليقين يحيط بالطلب العالمي خاصة، بعد أن ذكرت شركة سينوبك وهي أكبر شركة لتكرير النفط في الصين أن الطلب على البنزين بلغ ذروته العام الماضي، ما يزيد من التوقعات الضعيفة بالفعل في أكبر مستورد للخام في العالم.
من ناحيتها، أوضحت آرفي ناهار مدير النفط والغاز في شركة ناهار الدولية للطاقة لـ"الاقتصادية"، أن أسعار النفط الخام تحاول الوصول إلى أي اتجاه صعودي لكنها تتعثر و يمكن أن تتحول المخاطر الآن إلى ضغط، حيث يقوم البائعون بتقليل تحوطاتهم مقابل ارتفاع أسعار النفط .
وسجلت أسواق النفط خسائر أسبوعية بنسبة 2%، بفعل مخاوف بشأن نمو الطلب في 2025، خاصة في الصين، أكبر مستورد للخام.
