عواقب خفية لحرائق لوس أنجلوس.. تغطية تأمين محدودة وإيجارات مكلفة

عواقب خفية لحرائق لوس أنجلوس.. تغطية تأمين محدودة وإيجارات مكلفة
AP

تشهد الولايات المتحدة أزمات متعددة جراء سلسلة الحرائق التي اجتاحت مدينة لوس أنجلوس، وفي ظل كارثة دمرت الآف المنازل كشفت دراسة في 2021 أن ثلاثة أرباع أصحاب المنازل لا يمتلكون تغطية تأمينية كافية لتعويض خسائرهم بالكامل بعد الكوارث.

أظهرت الدراسة أن 74% من أصحاب المنازل المتضررين من حريق مارشال في مقاطعة بولدر، كولورادو، كانوا يواجهون نقصا في التأمين، حسبما ذكرت مجلة فورتشن.

ارتكزت الدراسة على تحليل عقود التأمين لأكثر من 5 آلاف شخص قدموا مطالبات بعد حريق مارشال من بين هؤلاء، كان 36% تقل تغطيتهم عن 75% من تكلفة إعادة بناء المنازل.

بينما لا يعني انخفاض التأمين أن أصحاب المنازل لن يتمكنوا من إعادة البناء، إلا أنه يمثل عقبة حقيقية أمامهم. حيث أنهم أقل احتمالا بنسبة 25% لإعادة البناء خلال العام نفسه.

أشارت إميلي غالاغر إلى أن نقص التأمين لا يعود بالضرورة إلى إهمال أصحاب المنازل، بل يتأثر بشكل كبير بالاختلاف في سياسات التأمين.

تزداد الصعوبة أمام سكان كاليفورنيا الذين يواجهون صعوبات إضافية في الحصول على التأمين، خاصة أن شركات التأمين تتراجع عن العمل في الولاية نتيجة تكاليف الكوارث المتصاعدة.

في العام الماضي، ألغت "ستايت فارم" نحو 70% من أعمالها في منطقة باسيفيك باليسيدز. وللتعامل مع هذا الوضع، أعلنت الولاية تنظيم جديد يفرض على شركات التأمين تغطية مزيد من المناطق عالية المخاطر.

مع تصاعد الحرائق الحالية، من المتوقع أن يواجه المستهلكون زيادات كبيرة في أقساط التأمين. حيث تشير التقديرات إلى أن هذه الحرائق قد تكون الأكثر تكلفة في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.

وعلى صعيد الإيجارات، ستشهد الأسعار ارتفاعا ملموسا في الفترة المقبلة مع تأثير طويل الأمد للحرائق في سوق الإسكان، حسبما يرى خبراء.
قبل هذه الكارثة، كانت لوس أنجلوس بالفعل واحدة من أغلى الأسواق التنافسية في الولايات المتحدة.

رغم عدم وضوح مدى زيادة الإيجارات حتى الآن، فإن ارتفاع تكاليف السكن يبدو شبه مؤكد، ويأمل الخبراء في أن يمتنع ملاك العقارات عن استغلال الأزمة لزيادة الأسعار بصورة مفرطة.

تتوقع شركة كوستار أن ينخفض معدل الشقق الشاغرة خلال الربع الأول من العام، كما يمكن أن تتسبب إعادة البناء في زيادة الطلب على الإيجارات مع استمرار المدينة في التعافي بعد الكارثة.

من جهتها، قالت سلمى هيب، خبيرة اقتصادية في شركة كورلوجيك، لمجلة فورتشن: "من المؤسف أن الكوارث الطبيعية تميل إلى فرض كثير من الضغوط التضخمية على سوق الإسكان".

تواجه الولايات المتحدة الآن تحديا كبيرا في التعامل مع الزيادة المطردة في تداعيات حوادث الحرائق، وسيظل ارتفاع أسعار إيجارات المساكن وعدم توافر تأمين لتغطية الخسائر تحديين رئيسين.

الأكثر قراءة