"غولدمان" يتوقع ارتفاع الدولار 5% بفضل نمو الاقتصاد الأميركي

"غولدمان" يتوقع ارتفاع الدولار 5% بفضل نمو الاقتصاد الأميركي

رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته بشأن الدولار، مشيراً إلى أن قوة اقتصاد الولايات المتحدة والرفع المرتقب للرسوم الجمركية قد يبطئان وتيرة تيسير السياسة النقدية.

كتب المحللون الاستراتيجيون لدى البنك، ومن بينهم كاماكشيا تريفيدي، في مذكرة: "نتوقع ارتفاع الدولار بنحو 5% خلال العام الجاري بسبب فرض الرسوم الجمركية الجديدة واستمرار الأداء المتفوق للاقتصاد الأميركي. ورغم ترقية التوقعات، ما زلنا نرى أن اتجاه المخاطر يميل إلى زيادة قوة الدولار".

يُعد هذا ثاني تعديل بالزيادة يجريه "غولدمان ساكس" لتوقعاته حيال الدولار خلال شهرين، بدعم استمرار النمو القوي للاقتصاد الأميركي والرسوم الجمركية المرتقبة التي يخطط دونالد ترمب لفرضها، والتي تهدد بتأجيج التضخم وتعطيل مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة.

الدولار يتجاوز نقطة التعادل مع اليورو
يُتوقع أن يكسب التفاؤل تجاه العملة الخضراء زخماً أكبر بعد البيانات القوية التي أظهرها تقرير الوظائف الذي صدر الجمعة، ما دعم التوقعات بمتانة سوق العمل، وعزز آفاق العملة الأميركية مقابل نظرائها، بدءاً من اليورو ووصولاً إلى الدولار الأسترالي.

أصبح البنك الأميركي يتوقع حالياً تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار لأقل من مستوى التعادل، ليصل إلى 0.97 دولار خلال 6 أشهر، مقارنة بمستوى 1.05 دولار في التوقع السابق. وكانت المرة الماضية التي جرى فيها تجاوز هذه المستوى في 2022، عندما أدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى أزمة طاقة في أوروبا وأجج مخاوف تباطؤ الاقتصاد.

في الوقت نفسه، خفض "غولدمان ساكس" توقعه للجنيه الإسترليني خلال 6 شهور إلى 1.22 دولار، مقابل 1.32 في التوقع السابق. تراجعت العملة البريطانية يوم الإثنين مقابل الدولار بنحو 0.7% إلى 1.2126 دولار، وهو أقل مستوى لها منذ نوفمبر 2023.

أما الدولار الأسترالي، فتوقع البنك أن يبلغ سعر صرفه مقابل الدولار الأميركي 0.62 سنتاً أميركياً خلال 3 أشهر، مقابل 0.66 سنتاً في التوقع السابق. وقد تراجعت العملة الأسترالية 0.1% يوم الإثنين لتلامس مستوى 0.61 سنتاً أميركياً.

توقعات تراجع الين تثبت صحتها
يشكل رفع "غولدمان ساكس" التوقعات بشأن الدولار تحولاً من نظرة أقل تفاؤلاً قدمها في أعقاب تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى تيسير السياسة النقدية في سبتمبر. ففي ذلك الحين، خفض البنك توقعاته لسعر صرف الدولار مقابل مجموعة من العملات، إلا أن مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري ارتفع أكثر من 8% منذ مستوى متدن سجله في سبتمبر.

مع ذلك، فإن توقعات البنك خلال العامين الفائتين بتراجع العملة الأميركية من تقييماتها المرتفعة ثبتت صحتها في 2023، قبل أن تتغير الأوضاع ويعود الدولار إلى الارتفاع منذ الانتخابات التي أُجريت في 5 نوفمبر.

رغم ذلك، كان "غولدمان ساكس" على صواب لحد كبير بشأن توقعاته لسعر صرف الدولار مقابل الين في مارس، عندما توقع ارتفاع سعر صرف الدولار قرب مستوى 155 يناً خلال 3 شهور. وقد تذبذب سعر صرف العملة الأميركية مقابل نظيرتها اليابانية في نطاق يتراوح بين 154 و161 يناً في يونيو.

تجلت قوة الدولار في آسيا يوم الإثنين، إذ ارتفعت العملة الخضراء 0.5% على الأقل مقابل عملتي إندونيسيا والفلبين، ودفعت الروبية الهندية إلى الانخفاض لمستوى قياسي.

ما زال اليوان أيضاً في السوق المحلية قرب الحد الأدنى من نطاق التداول، رغم أحدث جهود لبكين لتعزيز الدعم عبر التحذيرات الشفوية وتشديد القيود على رأس المال.

تفاؤل بين المستثمرين بشأن الدولار
يبدو أن المستثمرين، ومن بينهم صناديق التحوط، يدعمون التوقعات المتفائلة للعملة الأميركية، حيث بلغت المراكز المراهنة على ارتفاع الدولار حالياً عند أعلى مستوى منذ يناير 2019، بحسب البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع التي جمعتها "بلومبرغ".

تراتيجيون لدى "غولدمان ساكس" في مذكرتهم إلى أنهم ما زالوا يتوقعون مخاطر مرتبطة بتزايد قوة الدولار في الفترة المقبلة. ربما يرجع ذلك -من بين أسباب أخرى- إلى احتمال استمرار متانة الاقتصاد رغم الرسوم الجمركية المرتفعة والتأثير السلبي بشكل أكبر على الاقتصادات الشديدة التأثر بأسعار الفائدة بحسب المذكرة.

وكتبوا: "رغم اعترافنا بأن المتعاملين في سوق الصرف الأجنبي يتوقعون بشكل مؤكد تغييرات بدرجة ما في السياسات الجمركية، وصعوبة تحديد الدوافع وراء التحركات في الآونة الأخيرة، نتمسك بتوقعنا بتعزز قوة الدولار خلال الفترة المقبلة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي

الأكثر قراءة