سوق "اقتصاد السلع" في الصين تحسن المزاج وتفتح المحافظ للإنفاق

سوق "اقتصاد السلع" في الصين تحسن المزاج وتفتح المحافظ للإنفاق

ينمو "اقتصاد السلع" في الصين بشكل ملحوظ، حيث يلجأ المستهلكون إلى الكماليات البسيطة لتحسين مزاجهم ما يفتح المحافظ أمام الإنفاق.

تسيطر زو زووي (24 عاما) على نفقاتها اليومية حيث تنفق أقل من 20 يوانا (2.74 دولار) على معظم الوجبات. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبضائع المرتبطة بشخصياتها الكرتونية المفضلة والاكسسوارات والألعاب المتعلقة بها، فإنها لا تتردد في الإنفاق. نفقاتها الشهرية على مثل هذه العناصر يمكن أن تصل بسهولة إلى مئات اليوانات.

زووي ذكرت "إنه استثمار عاطفي - وجود هذه الشخصيات اللطيفة من حولي يجعلني أشعر بالسعادة والرضا"، مشيرة إلى أن التكلفة تبلغ نحو ثلث ميزانيتها للطعام، كما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينق بوست"

تعد زو واحدة من موجة المستهلكين الشباب الذين يغذون "اقتصاد السلع" في الصين - وهي سوق تركز على المنتجات الفرعية المرتبطة بعالم الأنمي، والمانجا، والألعاب، والروايات. تراوح هذه المنتجات بين عناصر ذات أسعار معقولة نسبيا، مثل الشارات والملصقات وألعاب بطاقات التداول، وتماثيل صغيرة وألعاب محشوة ذات أسعار أعلى.

وفقا لتقرير أصدرته شركة آي ميديا ريسيرتش أخيرا، ازدهرت سوق الأنمي والمانجا والألعاب والروايات الأوسع في الصين، حيث وصل عدد المشاركين 503 ملايين في 2024.

وبحسب التقرير، من المتوقع أن تنمو هذه السوق من 168.9 مليار يوان في 2024 - بزيادة 40.63% عن العام السابق - إلى أكثر من 300 مليار يوان بحلول 2029.

وبرغم تراجع الثقة الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة بين الشباب، يبدو أن اقتصاد السلع يمثل نقطة مضيئة في المشهد الاقتصادي الضبابي. أعلنت شركة بوب مارت أن إيراداتها في الربع الثالث من 2024 ارتفعت 55 - 60 % على أساس سنوي، بينما نمت إيرادات مينيسو 19.3 % لتصل إلى 4.52 مليار يوان. يعزى هذا الازدهار الجزئي إلى ظاهرة "تأثير أحمر الشفاه".

في مذكرة صدرت الشهر الماضي، وصفت شركة كيوان سيكيورتيز مثل هذه "السلع" بأنها إقرار ملموس بالقيمة العاطفية التي يحصل عليها المستهلكون من هذه الشخصيات الكرتونية المحبوبة، وسلطت المذكرة الضوء على هذا الارتباط، الذي غالبًا ما يتم تضخيمه في مساحات البيع بالتجزئة المادية حيث يتم عرض هذه العناصر وبيعها.

تتطلع شركات تجزئة تقليدية للاستفادة من هذا الاتجاه الجديد في الصين، حيث أطلق نحو 130 مركز تسوق، أو يستعد لإطلاق أعمال مرتبطة بالأنمي والمانجا والألعاب والروايات بحلول أكتوبر المقبل.

أشارت المذكرة إلى مركز بيليان زد إكس الإبداعي في شنغهاي، الذي تحول إلى مركز للأنمي في أوائل العام الماضي، ما أدى إلى زيادة حركة المشاة في أيام الأسبوع من 6 آلاف إلى نحو 30 ألفا، مع ذروة وصلت إلى 80 ألفا.

من جانبها تجد أمبر شين من بكين، أن الوصول إلى هذه السلع أصبح أمرا سهلا. تشير إلى أن بعض المتاجر والكافيهات بدأت تُخصص أماكن لهذه السلع، ما يعكس طفرة في الطلب وكذلك العاطفة المرتبطة بهذه القطع، معتبرة أن السعي وراء هذه السلع هو جزء من توجهات جيلها وهواياتهم المفضلة.

الأكثر قراءة