"ستاندرد تشارترد" يستبعد نجاح خطة ترمب في خفض أسعار النفط
استبعد بنك "ستاندرد تشارترد" نجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في خفض أسعار النفط من خلال زيادة المعروض؛ وقال إن من غير المرجح أن يعدل وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال اجتماعهم في الثالث من فبراير المقبل خطتهم الحالية لبدء زيادة الإنتاج من أبريل المقبل.
وذكر البنك أن قرار مجموعة "أوبك+" بتأجيل زيادة الإنتاج المخطط لها لمدة 3 أشهر حتى أبريل 2025 وتمديد التخفيض الكامل للإنتاج حتى نهاية 2026، سيضمن عدم وجود فائض في أسواق الخام هذا العام.
وتوقع البنك زيادة الطلب العالمي على النفط في 2025 بنحو 1.31 مليون برميل يوميا، مع نمو الإمدادات من خارج منظمة أوبك بنحو 0.96 مليون برميل يوميا.
ورجّح محللون متخصصون في قطاع النفط انخفاض صادرات الخام الروسي بنسبة 8% مع زيادة نشاط التكرير، في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة "أوبك+" لاجتماعها الوزاري المهم والمرتقب المقبل.
وتوقّع المحللون استمرار تقلّب أسواق النفط، في ظلّ تعامل المتداولين مع التوترات الجيوسياسيّة وعدم اليقين فيما يتعلق بالتجارة والاقتصاد.
وظلّت أسعار النفط الخام مستقرة مع تقييم الأسواق للأثر المحتمل لتدابير التعريفات الجمركية في كبار موردي الطاقة.
الضغط مستمر
وأشار المحللون إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية 3.46 مليون برميل، ما يعكس انخفاض الطلب بسبب الاضطرابات الجوية الأخيرة.
في الوقت ذاته، لفت المختصون إلى حالة تشكك في السوق بشأن حرب أسعار محتملة بين كبار المنتجين، وحذروا من أن سيناريو العرض الزائد قد يدفع أسعار خام برنت إلى مستوى أقل من 50 دولارا للبرميل، خاصة إذا كان ذلك بشكل كثيف.
ويترقب المتعاملون الآن أيّ إشارات أخرى بشأن سياسة الإنتاج وتحولات الطلب العالمي على الطاقة.
وقال أندريه جروسي، مدير شركة "إم.إم.إيه.سي" الألمانية لـ "الاقتصادية": إن أسعار النفط تبقى تحت ضغط، مع قيام المشاركين في السوق بتقييم أثر حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد تعهّد بفرض رسوم جمركيّة على واردات بلاده من عدة دول، بينها الصين وكندا والمكسيك.
أضاف جروسي "يخشى المستثمرون أيضا أن تؤدي القيود التجارية إلى إضعاف الطلب العالمي، ما يحدّ من الزخم الصعودي" مرجحا أن تواجه منظمة أوبك ضغوطا متزايدة لتعديل سياسات الإنتاج "وهو ما يضيف مزيدا من عدم اليقين إلى السوق."
عوامل ضغط عدّة
روبين نوبل، مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أوضح بدوره لـ "الاقتصادية" إن أحجام التداول ضعيفة نسبيا مع إغلاق السوق الصينيّة بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
وأشار أيضا إلى مواجهة أسعار النفط ضغوط، بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة مخزونات الخام خلال الأسبوع السابق.
من جهته، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، لـ "الاقتصادية": إنّ تهديدات الرسوم الجمركيّة "توجد وضعا معقّدا لأسعار النفط الخام".
وبينما تتوقع السوق أن يفرض ترمب تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع المقبلة من كندا والمكسيك ابتداء من الأول من فبراير المقبل، قال كروج إن "هذه السياسة قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في تكلفة خام برنت، حيث تعدّ كندا والمكسيك من المورّدين الرئيسين للولايات المتحدة".
وسجلت أسعار الخام ارتفاعا طفيفا خلال تعاملات اليوم الخميس، محاولة تعويض بعض خسائرها.
وبحلول الساعة (06:51) بتوقيت غرينتش (09:51 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم مارس المقبل 0.08% إلى 76.64 دولار للبرميل. وزادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر التسليم ذاته 0.08% إلى 72.68 دولار.
