حالة من عدم اليقين خلال 90 يوما .. ما تأثير الرسوم الجمركية في السلع الرياضية؟
بينما كانت الرياضة قادرة على عزل نفسها عن التقلبات السياسية، إلا أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد تكون لها آثار بعيدة المدى، حيث تسود حالة من عدم اليقين على نطاق واسع من القطاع الرياضي.
انتعشت سوق الأسهم بعد تعليق معدلات الرسوم الجمركية المرتفعة، مع بعض الاستثناءات البارزة، حيث برزت حرب تجارية متفاقمة مع الصين بعد أن فرضت إدارة ترمب رسومًا جمركية بنسبة 125% على السلع الصينية.
وبحسب موقع sportcal، عند رفع الحظر بعد 90 يوما، قد يتجدد عدم اليقين الاقتصادي، حيث لا يزال ترمب يفرض رسومًا جمركية شاملة بنسبة 10%.
كونراد وياسيك، رئيس قسم التحليل في جلوبال داتا سبورت، علق قائلاً: "يعيش قطاع الرياضة حالة من الترقب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية".
وتابع "قد لا يؤثر على المدى القصير مع اقترابنا من مواسم جديدة في دوري كرة القدم الأمريكية، دوري كرة القدم الأمريكية للسيدات، دوري البيسبول الرئيسي، إلا أنه مع بدء مواسم دوري كرة القدم الأمريكية، دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، ودوري الهوكي الوطني، في وقتٍ لاحق من العام، قد يكون لدينا مؤشرٌ أوضح على كيفية رد فعل العلامات التجارية على الرسوم الجمركية".
السلع الرياضية تصنع خارج الولايات المتحدة
تُنتج السلع الرياضية كميات كبيرة خارج الولايات المتحدة، حيث تتمتع شركتا نايكي وأديداس بحضور قوي في الصين وجنوب شرق آسيا، ما يجعلهما عرضة للتأثر بهذه السياسات.
فيما تحظى معظم الفرق الرياضية والرياضيين برعاية علامات تجارية للملابس الرياضية، وقد تتأثر مبيعاتهم من السلع مستقبلاً.
من المرجح أن ينتقل تأثير ارتفاع سلسلة التوريد إلى المستهلكين، فقد ترتفع أسعار القمصان والمعدات والسلع الرسمية، وذلك تبعاً للعبء المالي الذي تتحمله الأندية الرياضية والشركات المصنعة، فيما ستكون الرعايات الرياضية من الشركات المتأثرة بالرسوم الجمركية هي التالية التي ستتأثر بالسياسات الجديدة.
11 علامة تجارية تستورد سلعها من 2508 مصانع
وبحسب موقع sportico، فإن 11 علامة تجارية، هى: فاناتيكس، أندر آرمور، أديداس، نيو بالانس، نيو إيرا كاب، نايكي، بوما، لولوليمون، أمير سبورتس، أسيكس، وديكس سبورتينج جودز، تستخدم 2508 مصانع حول العالم.
تقع الحصة الكبرى من هذه المصانع في الصين (35%)، التي لا تزال تخضع لرسوم جمركية باهظة حتى إعلان ترمب الأخير، لكن الشركات المصنعة منتشرة أيضًا في بقية أنحاء آسيا.
تضم فيتنام 18% من المرافق، وهناك عدد كبير منها في إندونيسيا (6%)، وكمبوديا (4%) وتايوان (3%). وإجمالًا، استوردت الشركات المذكورة منتجاتها من أكثر من 2000 مصنع (80%) في شرق أو جنوب آسيا، حيث كانت معدلات الرسوم الجمركية الأولية التي فرضها ترمب هي الأعلى.
المسؤولون التنفيذيون في أندر آرمور، أبلغوا المستثمرين في فبراير بأن الشركة تحصل على 3% فقط من سلعها المبيعة في الولايات المتحدة من الصين، حيث تصنع 63% من منتجاتها في الأردن، فيتنام، كمبوديا، وإندونيسيا؛ حيث فرض ترمب رسومًا جمركية بنسبة 20% و46% و49% و32% على التوالي على تلك الدول.
نايكي، قلصت اعتمادها على الصين بشكل كبير خلال 15 سنة مضت، لكن ذلك لم يعزلها عن إعلان الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، نظرًا لأن 50% من أحذيتها و28% من ملابس علامتها التجارية تُصنع في فيتنام.
تأثير الصلب والألمنيوم في الملاعب الجديدة
الولايات المتحدة، تستعد لاستضافة بعضٍ من أكبر الأحداث الرياضية العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك كأس العالم للأندية، وكأس العالم 2026، ودورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في لوس أنجلوس 2028.
وبحسب sportcal، فإن الضربة الأكثر مباشرة على الصناعة هي الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم القادمة إلى الولايات المتحدة، التي قد تزيد من تكاليف مشاريع الملاعب الجديدة أو التجديد، حيث يُعد الصلب الجزء الأكثر تكلفة في أي مشروع بناء ملعب.
تستورد الولايات المتحدة ما يقرب من ربع احتياجاتها من الصلب، وتُعد كندا والمكسيك وهما شريكان تجاريان لها في استضافة كأس العالم 2026، من أكبر 3 مصادر.
الأكثر عرضة للخطر هم المشاركون في مشاريع الملاعب التي لا تزال في مرحلة ما قبل الإنشاء في الولايات المتحدة، بما في ذلك ملعب كرة السلة الجديد لفريق أوكلاهوما سيتي ثاندر وملعب فريق أثليتكس في لاس فيجاس.
إذا استمرت هذه الرسوم الجمركية لفترة طويلة، فمن المحتمل أن يتم إيقاف أو إلغاء بعض مشاريع البنية التحتية، خاصة تلك الممولة من القطاع العام، في ظل ارتفاع التكاليف.