شجرة الغريب
تعتبر شجرة الغريب في اليمن أكبر الأشجار في الجزيرة العربية، وأقدمها، وواحدة من أندر الأشجار في العالم، تحدث عنها الهمداني في كتابه الإكليل قبل أكثر من ألف سنة، وقدر بعض العلماء عمرها بما يزيد على 1500 سنة. أولع بها الأدباء والشعراء، وقصدها السياح والزوار.
قال عنها محمد الخامري "تقع شجرة الغريب في منطقة السمسرة وهي منطقة صغيرة تتوسط عدة قرى ريفية وتعتبر سوقا يومية لأبناء تلك القرى"، وتتبع إداريا عزلة "دبع الشمايتين" على يمين الطريق الرئيسي "تعز - تربة ذبحان"، بمحافظة تعز، 320 كيلو مترا جنوب العاصمة صنعاء. وهي شجرة غريبة الشكل ليس لها نظير في العالم، حيث إن لها جذعا ضخما جدا، يبلغ محيطه نحو 33 مترا، وارتفاعه يزيد على خمسة أمتار، متفرع منه الجذور والفروع، وتغطي فروعها مساحة عشرة أمتار تقريبا من كل اتجاه، لونها لون جسم الفيل، تعرف باسم شجرة "الكولهمة" كما أنها لا تخرج إلا ثمرة واحدة كل عام، تخرج يوما واحدا ثم تختفي في تلك الليلة دون أن يعرف مصيرها أو من الذي أخذها إلى اليوم.
والشجرة بطبيعتها تشكل روعة في الجمال والإبداع ومصدر إعجاب السواح والزوار الذين يفدون كل يوم من جميع أنحاء العالم لمشاهدتها والتمتع بالنظر إليها جلياً كونها غريبة الشكل غاية في الروعة والجمال، وللشجرة أغصان عملاقة تبدو كأنها جسور معلقة في الفضاء.
نظم فيها الشعراء قصائدهم، لكن أجمل تلك القصائد هي التي قالها الشاعر سليمان العيسى، وجعل عنوانها "تحت أسوار شجرة الغريب"، ويقول فيها:
ما أنتِ ؟ حارسة للدهر أم خبرُ يعرى ويورق لا يدرى له عُمُر
ما أنتِ ؟ سرُ من الماضي يطوف على شط الزمان.. بِجلبابيه يأتزر
تغازلين الضحى والليل صامتةً وحول جذعك يعيا يسقط السفر
ما أنتِ ؟ ملحمة غبراءُ آونةً وتارةً.. يتفيَّا ظلك القمر
بنت الزمان.. سلاماً إنني تِعب وها مرافئك السمراء تنتظر
آتيك.. يحملني شوقٌ إلى قصصٍ في هذه الأرض يفنى دونها السمر
يا دوحة الأزل المزروع في بلدي شعراً وخمراً و أستسقي واعتصر
وأرتمي أبداً ظمآن محترقاً على التخوم.. فلا كرم ولا ثمر
قالوا: "الغريب" ووجَّهنا ركائبنا إليكِ.. كان شعاع الشمس يُحتضر..."