تمرة السلج و«برد ما القاعيه»

تمرة السلج و«برد ما القاعيه»

تنتشر أشجار النخيل في مناطق متعددة من المملكة العربية السعودية، وتشتهر كل منطقة بجودة أحد أنواع التمور، فتمر الخلاص مشهور بجودته في الأحساء، وتشتهر منطقة القصيم بتمرة السكري وتمرة البرحي، أما منطقة الجوف فاشتهرت بتمرة الحلوة.
ومن بين أنواع التمور الشهيرة في السعودية: السلج، وهي نوعان: الأولى تسمى سلج العيش، وهي حلوة لذيذة باردة على المعدة، صغيرة الحجم وأسطوانية الشكل، والثانية تسمى سلج القطار، وهي حلوة أيضا لكنها حارة على المعدة، وتشتهر بلدة جلاجل بهذا النوع من التمور، القطار، وقال فيها الشاعر قديما:
يا سلج بجلاجل يا برد ما القاعيه

ويذكر المؤرخ محمد بن عبدالله بن بليهد (ت 1377هـ) في كتابه "صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار" (5: 208) أنه ذهب إلى مدينة جدة عام 1348هـ، وقابل رجلا من أهل الشام من سكان جدة، فجلس عنده، ثم يذكر أن الرجل الشامي سأله: "هل تعرف عبدالرحمن السبيعي، فقلت أعرفه، فقال لي هل تعرف جلاجل، وقلت أعرفها، ولكن هذه "السؤالات" ما سببها، فقال: جاءني في هذا المحل وجلس عندي، فقلت:

يا سلج بجلاجل يا برد ما القاعيه

ثم قلت له هل تعرف جلاجل وسلج والقاعية وبرد مائها، فقال أعرفها، فإن كان الله سلمني أن يأتيك وأنت في هذا المحل تنكة تمر من سلج جلاجل ويأتيك تنكة ماء من ماء القاعية، فما زلت في انتظارهما. وأوصاني إن رأيت عبدالرحمن السبيعي فبلغه خبري. ثم اتجهت به فبلغته ذلك. فقال قد عمدت ابن عمنا عبدالعزيز السبيعي الساكن في بلد جلاجل أن يبعث لنا تنكة تمر من سلج جلاجل وتنكة ماء من ماء القاعية. والقاعية منهل من مناهل البطينيات المشهورة".
وعبدالرحمن السبيعي هو التاجر المعروف، الذي عمل وكيلا لبيت المال في شقراء في عهد الملك عبدالعزيز، وسبق أن نشرت جريدة الاقتصادية سيرته في ثلاث حلقات كتبها الباحث محمد بن عبدالله السيف، ثم نشرها في كتابه "سيرتهم".
ومن القصة التي أوردها ابن بليهد يتبين مدى شهرة سلج جلاجل، كما يتضح أن بيت الشعر المذكور كان معروفا ومشتهرا آنذاك.

الأكثر قراءة