خصخصة الأندية
يضمن الخبر الذي أشار أخيرا إلى توصية المجلس الاقتصادي بخصخصة أندية الدوري الممتاز في المملكة مزيدا من الشفافية وتصحيح الأوضاع لهذه الأندية. لعل أكبر ملاحظات من يتابعون الدوري واللاعبين الذين يحترفون فيه هي ظاهرة تضخم رواتب اللاعبين وهي غير مبررة بغض النظر عمن نشرها أو سمح باستفحالها بالشكل الحالي.
تسمح التوصية بدفع الرياضة للأمام بالتأكيد, فالأندية ستحسب حساباتها بطريقة مختلفة من الآن فصاعدا. اللاعب يجب أن يقدم من الخدمات ما يشفع له بالحصول على الرواتب، وستكون هناك عقوبات مالية بانتظار من يعتبرون أنفسهم اليوم أعلى من المساءلة سواء في الملعب أو خارجه.
إن التحول الذي سيدفع باللاعبين إلى الانضباط السلوكي سيؤدي بالتالي للانضباط المهني وهو ما نشاهده من لاعبي العالم المتعاقدين مع أندية هي شركات في واقعها. سيؤدي هذا بالتأكيد إلى كفاءة أفضل بكثير, كما سيسهم في ابتعاد اللاعبين عن السلوك السيئ الذي يمكن أن يؤثر في أدائهم.
السهر والتدخين المنتشران حاليا سيكونان من أخبار الماضي, ما يضمن لاعبا أكثر لباقة والتزاما وحضورا وصحة بالتالي, فالأندية ستؤمن على لاعبيها لتضمن استمرار أدائهم, وبقائهم في الملاعب لأطول فترة ممكنة أثناء الموسم. سيصبح اللاعب قدوة حسنة للصغار ممن يراقبونه ويسلكون مسلكه في اللبس والحركة والعلاقات والوجود.
هذه المسؤولية ستحول الكثير من اللاعبين إلى سفراء جيدين لبلادهم خصوصا من يحظون بشرف تمثيل البلاد في المنتخبات أو مباريات الأندية خارج الوطن, فإضافة للباقة وحسن التصرف, ستكون الأماكن التي ينشدها هؤلاء محترمة بحكم التزامهم بالعقود التي تفرض عليهم ذلك.
هذه الأمنيات وغيرها كثير مما يرغب الواحد منا في أن يشاهده في الملاعب الرياضية, وهي الوسيلة الصحية لممارسة الرياضة, ستكون لها فرصة البروز لتنجح عملية التخصيص هذه. كما ستسمح باستمرار المحاولات الجادة من قبل الأندية الأصغر لتحقق رؤية مماثلة في لاعبيها ومجتمعها الذي تعيش وتؤثر فيه.
هنا سيحرص الجميع على أن يوجد أبناؤهم في الأندية بشكلها ومفهومها الجديد البعيد عن الرتابة والشللية, كما سيمنح الأندية شخصية مختلفة تؤثر وتحفز العلاقات الصحية, ويمكن أن تضيف الأندية مزيدا لأنشطتها وهي تستقبل مزيدا من الزوار لتكون قادرة على الاستمرار في الأداء والكفاءة.... غدا يستمر الحديث بحول الله.