تفاعلات أسواق الأسهم والقطاعات عقب فوز ترمب
تفاعلت الأسواق الأمريكية التي تعد الأكبر والأضخم عالميا بفوز الرئيس ترمب بمنصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، فمنذ إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية ارتفع مؤشر الإس آند بي 500 (سباكس) أكثر من 4% وبنحو 234 نقطة متجاوزا مستوى 6000 للمرة الأولى في تاريخه، بينما صعد مؤشر الداو جونز أكثر من 2280 نقطة وبنسبة تجاوزت 5.4% محققا قمة تاريخية جديدة عند مستويات 44500 نقطة، فيما استطاع مؤشر الناسداك المركب من تحقيق قمة جديدة عند مستوى 19366 نقطة مرتفعا بنسبة 5% وبأكثر من 900 نقطة، كما تراجع مؤشر VIX الذي يلقّب بمؤشر الخوف إلى مستويات دون 15 نقطة، وبنسبة تجاوزت 32% وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ ديسمبر 2021، كل هذه الارتفاعات حدثت منذ إعلان فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد يتساءل البعض عن سبب هذا التفاعل الكبير من الأسواق بفوز المرشح ترمب.
والحقيقة أنه عندما كان ترمب رئيسا للولايات المتحدة بين عامي 2017-2021 شهدت الأسواق انتعاشا ملحوظا، بل أكثر من ذلك حيث كان ترمب يتابع السوق عن قرب وكان عند أي انخفاض للسوق يغرد حينها منزعجاً عبر حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا)، ومتحدثا عن الفرص التي يطرحها السوق ومشجعا على الاستثمار به ومتغنيا بالاقتصاد الأمريكي، لذلك شكلت فترة رئاسته في ذلك الوقت دعما لا محدودا للسوق الأمريكي مما كان له انعكاسا على بقية الأسواق.
فما هي انعكاسات فوز ترمب الحالي على الأسواق والقطاعات؟
من خلال حديثه فترة الانتخابات وإعلانه جزءا من خططه القادمة يمكن تصور بعضا مما قد يكون له انعكاسا على بعض القطاعات:
الدولار: يخطط ترمب لزيادة الصادرات وتشجيعها وبالتالي سيعمل على إضعاف الدولار على المدى الطويل وتخفيض نسب الفائدة عليه، كون الدولار الضعيف يشجع الدول على زيادة وارداتها من الولايات المتحدة.
العملات المشفرة: ارتفعت البيتكوين منذ إعلان فوز ترامب بأكثر من 30% وبنحو 21 ألف دولار، وحققت مستوى تاريخيا متجاورة التسعين ألف دولار، حيث يشجع ترامب على الاستثمار بالعملات الرقمية بل وجعل الولايات المتحدة مركزا لها.
الواردات: رفع ترمب من قيمة التعرفة الجمركية في رئاسته السابقة ويعتزم مضاعفتها خلال فترته القادمة ما يعني دعم الصناعات المحلية، وجعلها خيارا أولياً لدى المستهلك الأمريكي ومنها: قطاع السيارات والأدوية والغذاء وغيرها، ما يراه المستثمرين فرصة على المدى الطويل في هذه القطاعات.
الضرائب: وعد الرئيس ترمب بخفض الضرائب على الشركات من 21 إلى 15%, ما يسهم في زيادة أرباحها وانعكاس ذلك إيجابا على أسعارها بشكل خاص وعلى السوق بشكل عام.
النفط: قدم ترمب في رئاسته السابقة دعما لا محدودا لقطاع النفط الأمريكي، حيث زادت خلال فترة رئاسته منصات التنقيب عن النفط، ومنح القروض والتسهيلات للشركات العاملة بالقطاع، ووعد باستمرار هذا الدعم بل والتوسع فيه مما سيكون له أثر في زيادة المعروض في السوق، وربما ينعكس سلبا على الأسعار ان لم يتم تقنين ذلك.
الطاقة المتجددة (النظيفة): تعهد ترمب بإلغاء مشاريع الرياح البحرية، من خلال أمر تنفيذي في أول يوم له في منصبه، لذلك تراجعت أسهم شركات الطاقة النظيفة الأوروبية بشكل كبير بمجرد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية.
الذهب: يعد المعدن الأصفر ملاذا آمنا ومع زيادة ترامب للتعرفة الجمركية سيلجأ كثير لزيادة حيازتهم منه، خاصة المستثمرين من الصين وذلك تحوطا أمام سعر صرف اليوان، كما ان رغبة ترمب بإضعاف الدولار تسهم بارتفاع الذهب.