سوق العمل .. والتكدس
كثير من الطلاب خاصة من هم في المرحلة الثانوية التي تعد من أهم المراحل الدراسية، يجهل متطلبات سوق العمل السعودية والتخصصات المطلوبة التي يمكن أن تسهم في سرعة إيجاد فرصة عمل له في حال التخرج، وكثير منهم يخطط مستقبله الدراسي بشكل عشوائي وبالتالي يجد نفسه رهينا للبطالة والبحث المضني والمتعب عن العمل الذي قد يستمر لسنوات.
كثير من العاطلين عن العمل بدأ حياته الدراسية الجامعية دون تخطيط ودون رؤية، ولم يرشده أو يوجهه أحد، كان همه الأول هو الدراسة وعدم التوقف عنها، ولم يهتم إن كان هذا التخصص قادرا على توفير فرصة عمل مناسبة له أم لا، ليجد نفسه في نهاية المطاف يحمل الشهادة الجامعية ويلف بها من مكان لآخر دون أن يجد عملا له.
أكثر ما يحتاج إليه الطالب في هذه المرحلة العمرية المهمة هو التوجيه والإرشاد وتنويره حول متطلبات واحتياجات سوق العمل والتخصصات المرغوبة والمطلوبة والشحيحة وغير المتكدسة بالخريجين، وتلك من وجهة نظري ليست مهمة يسيرة يمكن معرفتها من خلال القراءة في وسائل الإعلام أو خلافه، فمثل تلك الأمور التي يمكن أن يبني الطالب عليها مستقبله تحتاج إلى دراسات وأرقام تنفذها جهات حكومية على أن تكون دقيقة جدا وألا تكون وفق اجتهادات فردية تكون نسبة الخطأ فيها كبيرة.
لفتت انتباهي مطالب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بخفض نسبة القبول في التخصصات النظرية في الجامعات إلى 50 في المائة، لأنها لا تخدم سوق العمل ولا تخدم الخريجين أيضا، ومن وجهة نظري مثل تلك المطالب يجب أن ترقى إلى أن تصبح قرارا نافذا من الجهات المختصة، وأن يقابله رفع في نسب القبول في التخصصات التي تعاني شحا في سوق العمل والتي كشفت عنها الوزارة أيضا وهي الهندسة بأنواعها، التعليم، التمريض، علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، الطب، الصيدلة، التقنية الطبية، والمحاسبة والمالية.
تلك التخصصات التي أفصحت عنها الوزارة وتحتاج إليها سوق العمل، تحتاج إلى دراسات وأرقام معلنة تكون مرجعا للطالب وولي أمره عند الانخراط في التعليم الثانوي، وأن يكون على دراية بنسب القبول في تلك التخصصات ليعرف ما له وما عليه، وأن يسعى إلى تحقيق تلك النسب التي تؤهله للقبول في تلك التخصصات وأن يبدأ حياته الدراسية منظما وبخطوات ثابتة توصله إلى النقطة التي يرغب في الوصول إليها دون عثرات.