مركز الملك سلمان .. الوجه الآخر لعاصمة البترول العالمية

لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت موازنة الدولة لعام 2017 التي شغلت الكتاب والمحللين والمغردين في الداخل والخارج.. كيف لا وهي موازنة دولة عضو في مجموعة العشرين وأكبر دولة نفطية عالمية تؤثر في الاقتصاد العالمي وتتأثر به.. ومع ذلك فقد وجدت ومجموعة محدودة من الزملاء كتاب الرأي أن من المناسب النظر إلى الوجه الآخر لعاصمة البترول العالمية.. وهو الجانب الإنساني بعيدا عن صفقات التجارة والاستثمار والوفود القادمة والمغادرة؛ لهذا الغرض، حيث قمنا يوم الثلاثاء الماضي بتلبية دعوة كريمة من الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية واستمعنا على مدى ساعتين إلى حديث من الدكتور الربيعة ومساعديه.. حديث ملخصه "إنسانية بلا حدود" فأنواع المساعدات متعددة والنطاق الجغرافي واسع ويشمل جميع القارات وليس كما كان بعضنا يتصور أنه محصور في مساعدة الشعب اليمني فقط.. مشاريع في إفريقيا ومشاريع للنازحين واللاجئين في أماكن وجودهم.. في العراق والأردن ولبنان عشرات المشاريع ومئات الملايين من الدولارات لتقديم خدمات طبية وتعليمية ومساعدات غذائية ومع ذلك لا أحد يلقي الضوء على هذه الخدمات الإنسانية التي تظهر الوجه الآخر لبلاد يعرفها العالم على أنها أكبر دولة نفطية ولا شيء غير ذلك؛ حتى حينما تحدث ولي العهد الأمير محمد بن نايف أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة فاجأ العالم، بل فاجأنا نحن في هذه البلاد بحجم المساعدات التي تقدمها بلادنا للمحتاجين في العالم.. ويقول الدكتور عبد الله الربيعة "إن التوثيق كان ينقصنا.. وكانت الدول الأخرى التي تقدم مساعدات تهتم بهذا الجانب، وقد استدركنا الآن واستعنا بمختصين للتوثيق وأصبحت جميع مساعداتنا ومشروعاتنا موثقة"، وأضاف الدكتور الربيعة: استفاد المركز من خبرات منظمات الإغاثة العالمية التي سبقتنا في العمل الإغاثي، وقد وقعنا مع بعضها اتفاقيات وطلبنا ممثلا مقيما منهم يعمل معنا في المركز. وعن السمعة الحسنة لبلادنا في مجال الإغاثة قال الدكتور الربيعة: لقد عرفنا بأننا لا ننظر إلى دين أو مذهب أو حدود جغرافية حينما نقدم المساعدة؛ فقد وصلت خدماتنا للإكوادور والهند وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وطاجيكستان وقرقيزستان وبلاد أخرى.
وأخيرا: السؤال الأهم الذي طرحته على الدكتور الربيعة هو متى سيتاح للمواطن أن يقدم تبرعات عبر المركز لأغراض متعددة، حيث يتحسر البعض وهم يرون حاجة إخوانهم في أماكن عديدة ولا يجدون وسيلة رسمية للتبرع في ظل المحاذير الكثيرة للتبرعات.. المؤمل أن يكون المركز مظلة رسمية لمثل هذه التبرعات بحيث يعلن للراغبين بأن يقدموا تبرعاتهم محددين نوع العمل ومكان تنفيذه من بناء مساكن إلى توفير المياه وبناء المساجد وتقديم الغذاء والدواء للمحتاجين، وأن يزود المتبرع بتقارير عن سير العمل في المشروع الذي أسهم في تمويله؛ ومعنى ذلك أن مركز الملك سلمان سيفتح نوافذ عمل الخير للجميع، وهذا ما يتمناه المواطن السعودي في ظل الأزمات التي تعصف بإخوانه في مواقع عديدة من عالمنا العربي والإسلامي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي