القصر الأحمر .. أول مبنى مسلح في الرياض ومقر مجلس الوزراء
قبل عدة أشهر أصدر عبدالله اليامي كتاب "القصر الأحمر"، الذي نشرته دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع عام 2016، ويقع الكتاب في 182 صفحة من القطع الصغير. ويقول الناشر عن الكتاب: "يسلط الكتاب الضوء على تاريخ القصر الأحمر، الكائن في مدينة الرياض، الذي أمر الملك عبدالعزيز آل سعود ببنائه في عام 1362هـ، الموافق 1942، ليكون قصرا لابنه وولي عهده الأمير (الملك) سعود بن عبدالعزيز.
تاريخ هذا القصر جزء من تاريخ الرياض الحديثة، وهو تحفة معمارية من حيث مساحته وتصاميمه الفريدة والمميزة، وفيه كانت تسيّر أمور الدولة، كما يستقبل فيه الملوك ورؤساء الدول والحكومات، مثل جمال عبدالناصر وشكري القوتلي وأنور السادات ونهرو والملك طلال بن عبدالله وغيرهم. وكان القصر شاهدا على قرارات مهمة مثل قطع العلاقات مع كل من فرنسا وبريطانيا عام 1956، ووقف تصدير النفط وغيرهما من المواقف التي كان لها تأثير في مجريات الأحداث حينها. كما كان القصر مجلسا للوزراء في عهد الملك فيصل والملك خالد وسنوات من عهد الملك فهد".
ويذكر المؤلف أن القصر الأحمر الواقع في حي الفوطة بمدينة الرياض بني بأمر الملك عبدالعزيز بعد احتراق قصر ابنه الأمير سعود في المربع مساء الثلاثاء 18 رجب 1362هـ. وأن القصر الأحمر هو أول مبنى يشيد بمادتي الأسمنت والحديد المسلح في مدينة الرياض، وأن الذي تولى البناء المقاول محمد بن لادن مع مهندسين مصريين، وانتهوا من بنائه عام 1364هـ. فسكنه الأمير سعود (الملك) مع والدته وبعض زوجاته وأولاده إلى أن انتهت قصور الناصرية فانتقل إليها عام 1376هـ، ووهب الملك سعود القصر الأحمر للدولة، وصار مقرا لمجلس الوزراء، واستمر القصر مقرا لمجلس الوزراء في عهد الملك فيصل والملك خالد والملك فهد حتى عام 1408هـ، حيث انتقل مجلس الوزراء إلى قصر اليمامة بعد اكتماله، وأصبح القصر الأحمر مقرا لديوان المظالم. وأفادني أحد العارفين المعاصرين لتلك المرحلة أن مجلس الوزراء منذ نشأته عام 1373هـ كان يعقد جلساته في القصر الأحمر، وكان الملك سعود ساكنا فيه.
وفي وصف القصر الأحمر يقول المؤلف: ويعد القصر الأحمر تحفة معمارية تضاهي قصور المشرق والمغرب من حيث المساحة والتصميم الفريد والتنفيذ المتقن، ويضم القصر بين جنباته أكثر من 16 جناحا وغرفة بجميع منافعها، وجميعها مجهزة بأجهزة تكييف الهواء والمراوح السقفية، إضافة إلى نظام إضاءة نهاري نادر، تمثل في وجود مناور مربعة مفتوحة في معظم أجزاء القصر، تسمح بدخول أشعة الشمس إلى معظم أجزاء القصر. كما يحتوي القصر على مصاعد كهربائية، وسلالم تصل إلى بقية الأدوار، كما يمتاز القصر بأعمال الديكور الداخلي ونقوشه الخارجية الفريدة. وتحيط بالقصر شرفات من جميع أجزائه تطل على حدائق غناء موزعة في مقدمة القصر وباحته الخلفية".