الشعر وسيدة الشجر.. شجرة العرب

الشعر وسيدة الشجر.. شجرة العرب

النخلة شجرة التمر، وسيِّدة الشجر، طيبة مباركة، تعلق بها العربي منذ القدم لأهميتها، وزادت قيمتها بعد الإسلام لتعدد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية. جاء في الموسوعة العربية أنها تسمى شجرة العرب وشجرة الحياة في المناطق القاحلة، وأنها تعد "من أقدم الأشجار المثمرة في العالم، مستديم الخضرة وطويل العمر، والعرب من الشعوب التي بينها وبين النخيل والتمر علاقة حميمة منذ قديم الزمن ارتبطت ارتباطا وثيقا بالحضارتين العربية والإسلامية وتراثهما، ليس لأن أراضيهم هي من أنسب الأراضي لزراعته، بل أيضا لكثرة ذكره في القرآن الكريم والحديث الشريف، وللفوائد العديدة لثماره، إذْ يعدّ وجبة كاملة تضم ما يحتاج إليه جسم الإنسان من عناصر مختلفة. فقد ورد ذكر النخيل في 26 آية قرآنية موزعة على 16 سورة". وفي الأدب العربي أُعجب الشعراء والكتاب بجمال شجرته وروعتها ومنها بيت للمعري:
كُنْ كالنخيلِ عنِ الأحقادِ مرتَفِعا
يُرمى بحجرٍ فيعطي يافعَ الثمرِ
وقوله:
شربنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ
وزرْنا أشْرَفَ الشجرِ النخيلا

وتغنّى العرب في أشعارهم بالنخيل كثيرا وعدّوه أمير الحقول وطعام الغني والفقير، وزاد المسافر والمغترب كما في قصيدة أحمد شوقي الطويلة التي قالها في وصف النخيل وذكر مناقبه، ومن ضمنها يقول:

أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ
أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ
وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب

أما في الشعر النبطي فمن أشهر ما قيل في النخل أبيات الشاعر أبو جراح السبيعي، محمد بن حمد بن إسماعيل، راعي أشيقر:

أموالنا اللي راسياتٍ بالأصلاب
تقرى الضيوف وغرمنا شايلاته
ماهيب جربٍ بين كاسب ونهّاب
عليها ابن دبلان يقرع قناته

يقصد أن النخيل راسية في أعماق الأرض وأنهم يقدمون تمرها طعاما للضيوف، ويبيعون ما فضل عن حاجتهم من تمرها، ويقضون دَينهم. ويقول شاعر آخر عن النخل. ويقارن بين النخل والإبل، وأن الإبل عرضة للإصابة بالجرب، وعرض للسلب والنهب، وأشياء أخرى. ويقول شاعر نبطي آخر في المعنى نفسه:

المغنيات الخيل والمال النخلْ
هن الحلال اللي تعز بها الرجالْ
واحذر تتوبع للطلي هو والفحلْ
إن طار عن صم المراهيم الجلالْ
وعيب الرجال الكذب هو ويا البخلْ
وعز الرجال الطيب وإن حل المجالْ

الأكثر قراءة