الأزمة الاقتصادية والخطوط الاقتصادية
تربعت صناعة النقل الجوي في منطقة الخليج العربي على صدارة معدلات نمو حركة السفر الجوي العالمي, مدعومة بارتفاع عائدات النفط في السنتين الماضيتين والإنفاق على مشاريع ضخمة. نموذج النقل الجوي في منطقتنا أصبح أكثر عمقا بوجود شركات خطوط جوية ناجحة تتبنى نماذج مختلفة من النقل الجوي. طيران الإمارات استطاع الوصول إلى العالمية بل وأوجد نموذج النقل عبر القارات, مستفيدا من الموقع الجغرافي وتكامل البنية التحتية في إمارة دبي. ويدل على هذا النجاح حجم حركة المسافرين عبر مطار دبي الذي قد يصل إلى 30 مليون مسافر في نهاية هذا العام, كما أن الخطوط القطرية وطيران الاتحاد المدعومين بسيولة نقدية وفيرة من الحكومات يسيران قدما في تبني نموذج طيران الإمارات. منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي خصوصا شهدت أيضا نجاح شركات طيران ناشئة تعمل بمنهجية الخطوط الرخيصة أو الخطوط الاقتصادية كما تسمى في منطقتنا. الحجم الجغرافي والمسافات بين الوجهات في منطقتنا أسهما في نجاح الخطوط الاقتصادية التي استطاعت تقديم تذاكر ذات أسعار مغرية للمغتربين والمواطنين في العديد من المدن الخليجية إلى العديد من الدول المجاورة, خاصة شبه القارة الهندية وإيران، سورية، مصر، والسودان. ومن المتوقع دخول شركات جديدة تضاف إلى الشركات الخمس الحالية, خاصة بعد نجاح بعض الشركات في تحقيق أرباح وزيادة أعداد طائراتها كطيران العربية الذي استفاد كثيرا من موقع مطار الشارقة للحصول على حصة من مطار دبي الملاصق. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة تباطؤا في حجم الحركة الجوية خاصة المسافرين على درجات رجال الأعمال والدرجة الأولى في ظل الأزمة الاقتصادية التي طالت الشركات الكبرى في المنطقة, كون أغلب الزبائن هم من التنفيذيين في تلك الشركات. وبالرغم من هبوط أسعار الوقود الذي كان السبب الرئيس في الارتفاع الحاد في تكاليف السفر الجوي، إلا أن الكثير من الخطوط الكبرى في المنطقة فضلت تثبيت تلك الأسعار لأسباب غير معروفة لأنها ستؤدي حتما إلى عزوف حاد من زبائنها والاتجاه إلى شركات الطيران الاقتصادي التي أصبحت لديها شبكة قوية وتستطيع نقل زبائنها إلى أغلب الوجهات أو قريبة جدا منها.