مرحلة.. التنازلات !!

أسدل الستار على "خليجي 19"، وخرجنا بمكاسب مهمة جدا على الصعيدين الفني والنفسي، خاصة للاعبين الشباب الذين وجدوا أمامهم منتخبات أشعلت روح التنافس، والتحدي، وسط حضور جماهيري غفير.
المنطق يفرض التفكير في القادم، وهو الأهم فلدينا كأس عالم تحتاج إلى جهد وعمل كبيرين، أمام خصوم لا تقبل الخسارة.
المطلوب منا كرياضيين على مختلف الأصعدة والمراكز الهدوء، الذي يفسح الطريق للعمل، ونسيان الماضي بحسرته وسلبياته.
وبصراحة يكفي ما صاحب بطولة الخليج من سخط ولغط تجاوز المقبول إلى حدود (المحظور).
الفترة المقبلة لا تحتمل الأخطاء، أو لا تهاون، أو العمل الفردي الذي لا يخدم الصالح العام.
أنديتنا بمسؤوليها، ولاعبونا، وإعلامنا في حاجة ماسة إلى (كبح) الهفوات التي لم تعد تحتمل، أمام الكرة السعودية مراحل حاسمة، فعلى صعيد الأخضر نحتاج إلى بأس وقوة للتصدي لخصمين عنيدين هما: كوريا الشمالية، وإيران، وعلى صعيد الأندية نمر الآن بمرحلة اللا تعويض، الكل يسعى للفوز والتقدم للمنافسة للذهب، وعلى النقيض هناك من يصارع للهروب من المؤخرة وشبح الهبوط.
إذن المسؤولية (تعظم)، ولسنا في حاجة إلى مزيد من المهاترات التي لا تقدم ولا تؤخر، الجميع مطلوب منه التعاون، قبول القرارات، وتقنين الأحاديث الإعلامية.
أيضا نحن في أمس الحاجة إلى (التنازلات) أحيانا، ليس كل خطأ غير مقصود نقف أمامه و(نصعده)، وكأننا مستقصدون فيه، أو أننا وحدنا من يتعرض للظلم دون سواه.
المسؤولية الكبرى ملقاة على مسؤولي الأندية الكبيرة، كالهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد، وبكل تأكيد، غيرها من الأندية سيقتدي بها وبتعاملها مع الأحداث، وأندية الأولى و ما دونها شريكة في ذلك أيضا.
أقولها من القلب، كفى (تعكيرا) لصفو دورينا ورياضتنا، أمامنا مستقبل جميل، وناصع، يجب أن نبدأه بصفحة بيضاء نقية، تساهم في بناء جيل رياضي واعد، يتفهم ماله وما عليه.

* مواهب دفينة

من جديد أعود للحديث عن المواهب الكروية المدفونة في دوري الدرجة الأولى والثانية، ولعلي أستشهد بمفاجأة "خليجي 19" لاعب منتخب عمان حسن ربيع الذي نجح كثيرا في تقديم مستويات ممتازة في البطولة، وهو القادم من أندية الدرجة الثانية.
قريبا سنقدم على صفحات رياضة العاصمة آراء مهمة للاعبي الدرجة الأولى يؤكدون فيها وجود عوامل حجبتهم عن تمثيل شعار الأخضر، لعل أبرزها تكمن في ثلاثة أسباب رئيسية: عدم توجه الشركات والرعاة للاستثمار في هذه الدرجات رغم وجود متابعة جماهيرية كبيرة لها، ضعف الإمكانيات والملاعب التي تساهم في دعم موهبتهم، وأخيرا ضعف التواجد الإعلامي لتغطية منافسات الدرجات المختلفة، وهنا تغيب المواهب تماما عن الحلم في تمثيل المنتخب، وبالتالي طرق أبواب احترافية أكثر أمانا لمستقبلهم، بدلا من تقوقعهم في أندية الظل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي