تحذيرات موسمية
من الطبيعي أن نلحظ في بعض المواسم ارتفاعا في نسبة الإصابة ببعض الأعراض أو الأمراض، فمثلا تزداد نسبة نزلات البرد والزكام في فصل الشتاء على حين تشتد الحساسية الموسمية لدى البعض في فصل الخريف مع الانتشار الواسع لحبوب اللقاح. في فصل الصيف تزداد نسبة الإصابة بحالات التسمم الغذائي مع ما يصحبه من مضاعفات تشمل الإسهال والمغص والاستفراغ وقد تصل إلى الحمى، وتتفاوت هذه الأعراض في حدتها بين شخص وآخر حسب العمر والحالة الصحية وحسب مستوى التلوث الذي تعرض له الشخص، وقد تستمر بين ساعات إلى عدة أيام.
ولذا فإنه من الأهمية بمكان وبالأخص عند السفر أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الأطعمة أو تناولها، فيجب غسل اليدين بالماء والصابون جيدا قبل الأكل لأنهما أكثر أعضاء الجسم عرضة للتلوث بالبكتيريا التي سرعان ما تنتقل إلى الطعام بمجرد ملامسته، كما ينبغي التنبه أن تكون المطاعم التي يتم فيها تناول الطعام مطبقة للاشتراطات الصحية الخاصة بتخزين الأطعمة والبعد عن الأكل من النقاط الرديئة التي تبيع الطعام مكشوفا، كالبوفيهات والأماكن المفتوحة في الشوارع العامة. تعود معظم حالات التسمم الغذائي إلى سوء تخزين الطعام وتعرضه للحرارة والرطوبة وهو ما يجعله عرضة للتلوث بالنشاط البكتيري أو الفيروسي أو بالفطريات المسببة للأمراض.
وعموما فإنه ينبغي عدم تناول أي طعام إذا ما لوحظ تغير في لونه أو رائحته أو مذاقه.
ينصح خبراء التغذية لحماية الجسم وزيادة مناعته خلال الصيف بشرب كمية كافية من الماء وبارتداء الملابس القطنية الواسعة وتجنب التعرض للشمس لفترة طويلة. ومما ينبغي التنبيه إليه، وهي ظاهرة تتكرر مع الأسف كل صيف، ألا يترك الأطفال داخل السيارة وهي مغلقة ولو لمدة قصيرة حتى لا تتعرض حياتهم للخطر. الأدوية هي الأخرى تتأثر سريعا بارتفاع درجات الحرارة أو الرطوبة ويحدث تغير كبير في كيميائية الدواء وتركيبته الفاعلة، وهذا يقود إلى أضرار صحية بالغة ولذا يلزم الانتباه إلى أهمية حفظ الدواء في درجة حرارة مناسبة وعند السفر يراعى عدم وضع الأدوية في حقائب الشحن تجنبا لأي حرارة أو رطوبة. وتشير الدراسات إلى أهمية اختيار الأغذية المناسبة لكل موسم من مواسم العام بحيث مثلا تزاد نسبة تناول الأغذية والمشروبات المحتوية على فيتامين "ج " في فصل الشتاء والفاكهة الموسمية في فصل الصيف.