3 من آجال السايبور تتداول فوق 6 % دفعة واحدة لأول مرة منذ 22 عاما

3 من آجال السايبور تتداول فوق 6 % دفعة واحدة لأول مرة منذ 22 عاما

باتت ثلاثة من آجال السايبور تتداول فوق 6 في المائة دفعة واحدة وذلك لأول مرة منذ 22 عاما، بحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة «الاقتصادية».


وجاءت القفزة السريعة للسايبور في ظرف ثلاثة أيام عمل بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة لأعلى مستوياتها منذ 2001. وتعد حقبة "الـ6 في المائة" للسايبور بمنزلة التدشين الصريح والفعلي لحقبة الفائدة المرتفعة.


على صعيد الأداء الشهري، أغلق سايبور "الشهر الواحد" بنهاية تموز (يوليو) عند 5.71 في المائة مقارنة بـ4.73 في المائة مطلع العام.
في حين كان سايبور "العام الواحد" الأعلى صعودا عند 6.03 في المائة بنهاية الشهر الماضي مقارنة بـ5.87 في المائة مطلع 2023.
أما بخصوص سايبور لأجل "ثلاثة أشهر" الذي يستخدم بنطاق أوسع مع قروض الأفراد والشركات، فقد أغلق عند 6 في المائة بنهاية يوليو مقارنة بـ5.34 في المائة مطلع العام. والأمر نفسه انطبق على سايبور ستة أشهر الذي أغلق عند 6.01 في المائة بنهاية الشهر الماضي.
وتترقب حركة الفائدة المصرفية السعودية اجتماع "الفيدرالي" المقبل في 20 أيلول (سبتمبر) والقرارات التي ستصدر بعده، مع العلم أن توقعات مقدار الرفع تؤثر في الحركة الأسبوعية للسايبور.
وفي أواخر يوليو 2023، رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعا على نطاق واسع، لتسجل أعلى مستوياتها خلال 22 عاما. وقرر أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في البنك المركزي الأمريكي خلال اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين، زيادة معدلات الفائدة إلى نطاق 5.25 في المائة و5.50 في المائة.
وتعد هذه هي الزيادة الـ11 منذ أوائل 2022، ضمن 12 اجتماعا، جرى خلالها تثبيت أسعار الفائدة مرة واحدة في حزيران (يونيو) الماضي.
تبع ذلك تصريح من جيروم باول رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" ذكر فيه أن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى أو يبقيها ثابتة في سبتمبر اعتمادا على ما تظهره البيانات الاقتصادية الجديدة، مشيرا إلى أنه ليس واثقا تماما بعد من هزيمة التضخم.
ومنذ 16 آذار (مارس) 2022 وإلى 26 يوليو 2023، تم رفع الفائدة السعودية 11 مرة.
وفي يونيو 2023 قرر "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي تثبيت معدلات الفائدة الرئيسة للمرة الأولى منذ كانون الثاني (يناير) 2022.
حتى الآن لا يستطيع المراقبون الجزم حول مسار أسعار الفائدة في 2023 ولا حتى تأكيد إذا ما كانت الهوامش الائتمانية للسايبور قد بلغت أقصى قممها. ويأتي التذبذب في حركة آجال السايبور بين الصعود والهبوط، كونه يتأثر بما يجري لحركة الفائدة في القطاع المصرفي الأمريكي.
استند الرصد إلى بيانات منصة "ماكرو بوند"، وكذلك منصة "سي بوندز" للبيانات المالية.


نمو الودائع المصرفية
دفعت بيئة أسعار الفائدة المرتفعة في السعودية، المستثمرين لتوجيه مدخراتهم إلى الأوعية الاستثمارية بمختلف أنواعها، ولا سيما قليلة المخاطر التي كانت تقدم عوائد ضعيفة سابقا. وتشهد البنوك في السعودية تحولا في نوعية الودائع التي تستقبلها، بعد تركيز المودعين على إيداع أموالهم من خلال الودائع الادخارية والزمنية التي أصبحت تقدم عوائد مرتفعة وتاريخية.
وكانت «الاقتصادية» قد نشرت تقريرا لها في يوليو 2023 أشارت فيه إلى مواصلة الودائع في البنوك السعودية نموها بنهاية أيار (مايو) الماضي على أساس سنوي، بقيادة الودائع الادخارية مع إقبال المودعين عليها نتيجة ارتفاع الفائدة، لكن قابله تراجع في الودائع تحت الطلب أو كما تعرف بالودائع المجانية.
وبحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة «الاقتصادية»، استند إلى بيانات البنك المركزي السعودي «ساما»، فإن الودائع المصرفية بلغت بنهاية مايو نحو 2.391 تريليون ريال مقابل نحو 2.178 تريليون ريال بنهاية الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة بلغت 212.7 مليار ريال أو 9.8 في المائة. جاءت تلك الزيادة بفضل نمو الودائع الزمنية والادخارية، التي ارتفعت بنحو 39.3 في المائة، وهو أكبر نمو سنوي على الإطلاق بحسب بيانات «ساما» التي تعود إلى عام 1993، ليصل حجم الودائع إلى مستوى قياسي عند 720.77 مليار ريال.
واستمرت الودائع تحت الطلب بالتراجع للشهر السابع، بعدما انخفضت في مايو 2.1 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 1.334 تريليون ريال، وذلك بعد تراجع ودائع تحت الطلب للشركات والأفراد، التي تشكل 85 في المائة من الودائع تحت الطلب. وتعرف ودائع الحسابات تحت الطلب بالأموال المجانية، أي، الودائع التي لا تدفع عليها المصارف فوائد لمودعيها، بخلاف الودائع الادخارية والزمنية.


قفزة بعد ركود
يذكر أن أسعار الفائدة بين البنوك السعودية قفزت بوتيرة قياسية خلال 2022، وذلك بعد فترة ركود لمستويات السايبور خلال 2019 و2020. وبذلك تسجل مؤشرات فائدة الإقراض بين البنوك أسرع ارتفاعاتها السنوية، في مؤشر على إغلاق نافذة الاستدانة المتدنية التكلفة على الشركات والأفراد خلال 2022.
تأتي تحركات السايبور وسط توقعات المستثمرن بتشديد "الاحتياطي الفيدرالي" السياسة النقدية ورفع الفائدة خلال العام الجاري، حيث من الطبيعي أن تتفاعل آجال السايبور الأربعة مع أي رفع فعلي للفائدة خلال هذه العام.
وبحكم ربط العملة السعودية بالدولار، فإن المراقبين يولون اهتماما كبيرا بتحركات السوفر -معدل التمويل المضمون لليلة واحدة- وبين قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول زيادة أسعار الفائدة التي ابتدأت مع مارس 2022.
وجاءت أسعار السايبور خلال 2019 و2020 لمصلحة قروض الشركات والقروض الشخصية والقروض العقارية وغيرها من القروض. حيث أسهمت بيئة الفائدة المتدنية في خفض دفعات القروض على المقترضين وإلى تحفيز النشاط الاقتصادي.

الفائدة الثابتة
يعني تسعير أدوات الدين أو القروض بفائدة ثابتة أن المستثمر أو الجهة التمويلية تعرف حجم الفوائد، التي ستتسلمها خلال فترة معينة، وتميل الجهات المصدرة للصكوك نحو الفائدة الثابتة من أجل إغلاق lock in نسبة العائد الثابت خلال الأوقات، التي تكون فيها أسعار الفائدة منخفضة.
أما أدوات الدين أو القروض المسعرة بفائدة متحركة أو متغيرة فإنه يعاد تسعيرها، كل ثلاثة أو ستة أشهر، بحسب بمؤشر القياس المستخدم. فعالميا يتم استخدام السوفر، إذ يعد "السوفر" نظير "السايبور" للفائدة المقومة بعملة الدولار.
وتم التوقف عن إصدار أدوات الدين السيادية بالفائدة المتغيرة في 2016 وتلك السندات المحلية مدرجة بالبورصة المحلية لدى «تداول».
فترة الفائدة المنخفضة
قبل الرفع الحالي للفائدة في 2022، خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين في مارس 2020، في خطوة استثنائية جديدة لدعم اقتصاد الولايات المتحدة وسط جائحة فيروس كورونا الآخذة بالتسارع في أنحاء العالم.
وقال البنك المركزي في بيان إنه قرر خفض النطاق المستهدف لأسعار الفائدة إلى بين الصفر و0.25 في المائة. وكان مجلس الاحتياطي قد خفض بالفعل أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية أثناء اجتماع عاجل في الثالث من مارس، في أول خفض خارج جدول اجتماعات السياسة العادي منذ الأزمة المالية في 2008.
وجاء رد البنك المركزي السعودي على خفض الفائدة الثاني من قبل "الفيدرالي الأمريكي" خلال مارس عندما خفض «ساما» معدل إعادة الشراء من 1.75 في المائة إلى 1 في المائة ومعدل إعادة الشراء المعاكس من 1.25 في المائة إلى 0.50 في المائة، ويعد ذلك خامس خفض لأسعار الفائدة السعودية خلال ثمانية أشهر.
وقبل خفض الفائدة مرتين في 2020، قام «ساما» أواخر تشرين الأول (أكتوبر) بخفض أسعار الفائدة الأساسية في أعقاب قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال 2019، معلوم أن معظم البنوك المركزية حول العالم، التي تربط عملتها بالدولار، قد خفضت أسعار الفائدة المحلية لتنضم بذلك إلى دورة التيسير النقدي، التي يقودها مجلس الاحتياطي الاتحادي جنبا إلى جنب مع نظراء خليجيين.


3 مراجع لتسعير الائتمان
يعتمد القطاع المالي السعودي على ثلاثة مراجع تسعيرية، أولها وأقدمها الفائدة المعروضة بين البنوك السعودية "السايبور"، وثانيها "عقود المبادلة المقومة بالريال"، التي تستخدم لتسعير الائتمان في السوق المحلية، ويستخدم القطاع المالي هذا المؤشر في تسعير بعض عمليات الاقتراض الخاصة بالشركات، ويستخدم كذلك بدرجة نادرة "كمرجع تسعيري" مع تسعير الصكوك المحلية للقطاعين الخاص والحكومي، وثالث المراجع "عوائد الصكوك الحكومية لكل آجال الاستحقاق"، ويعد آخر مراجع التسعير للائتمان، التي ظهرت في الآونة الأخيرة.


ما السايبور؟
تستعين البنوك السعودية بمؤشر السايبور عندما تحاول الاقتراض من بعضها بعضا. والسايبور هو سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية لثلاثة أشهر. وتتفاوت أسعار السايبور، وفقا لآجال الاقتراض (القصيرة الأجل)، التي قد تراوح ما بين شهر وعام. وتعد أسعار السايبور بمنزلة العمود الفقري الذي تقوم عليه قروض الأفراد والشركات، وكذلك بعض إصدارات السندات السيادية (التي تسعر بالفائدة المتغيرة) في السوق المحلية. فعلى أساسها، يتم تحديد الفوائد / الأرباح التي يدفعها المقترضون للبنوك. وتتم عملية احتسابه بعد أن يقدم 15 بنكا سعر الفائدة ويتم بعدها حذف أعلى وأقل رقمين ومن ثم ننتهي بمعدل نسبة الفائدة. وعندما ترتفع معدلات السايبور، يرتفع كذلك الهامش الربحي للبنوك التي قدمت قروضا لعملاء بفائدة متغيرة. وحدهم العملاء الذين اختاروا الفائدة الثابتة يصبحون بمأمن من تقلبات أسعار الفائدة.
وأعلن البنك المركزي السعودي في أواخر 2016 موافقته على ما تم الاتفاق عليه بين القطاع المصرفي وشركة تومسون رويترز، بأن تكون الشركة مديرا لاحتساب وإدارة سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية "سايبور".
وقال «ساما» إن هذه الخطوة تأتي في إطار الدور الإشرافي والرقابي الذي يقوم به على القطاع المصرفي، وسعيا منه لتعزيز الشفافية والمصداقية في آلية احتساب سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية (سايبور).
وتعمل اللجنة المشتركة الممثلة من البنوك بالمشاركة في احتساب معدل "سايبور" الذي ستقوم "تومسون رويترز" باحتسابه استنادا إلى منهجية وإجراءات تتوافق مع المبادئ والإرشادات التي وضعتها المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية "الأيسكو".


وحدة التقارير الاقتصادية

سمات

الأكثر قراءة